منذ ايام هاتفني صديقي الدكتور ممدوح العبادي يسألني عن اصل بيت الشعر الشعبي القائل"دبرها يا مستربيل بلكي على ايدك تنحل "وهو على السنة كبار السن بشيء من السخرية والاستهجان في المواقف التي تبدو مستعصية على الحل والاخرى غير المفهومة لدرجة انه اصبح يستخدم كعبارة مسكتة.
ولم تكن الاجابة حاضرة في ذهني الا انني تذكرت بعض الروايات التي تداولها الناس عن القادة الانجليز ايام الانتداب على فلسطين وغطرستهم ومواقف القوى الشعبية الرافضة والساخرة ولكنني لم اتذكر بدقة مناسبة البيت ولا المقصود مما قادني للبحث عن اصل البيت وقائله والمناسبة.
فالبيت جزء من قصيدة طويلة نظمها الشاعر الشعبي نوح ابراهيم من حيفا والذي ذاع صيته وردد الناس اشعاره في فلسطين والساحل قبل وابان ثورة فلسطين 1936 والمقصود بالابيات الجنرال الانجليزي ديل وقد حرفت ايضا لتستخدم للورد بيل الذي كان رئيسا للجنة التقسيم لفلسطين

وفيما يلي نص الأغنية باللهجة الحيفاوية:

يا حضرة القائد(دل) *** لا تظن الأمة بتمل
لكن أنت سايرها *** يمكن على يدك بتحل
ما دمت رجل خبير*** وقائد عسكري خطير
وقضيتنا كلها فهمتها*** ما بلزم إلك تفسير
فهّم لندن باللي صار*** واللي بعدو راح يصير
العرب أمة أحرار *** صداقتها لازمتكو كتير
دبرها يا مستر (دل)*** يمكن على يدك بتحل
إن كنت عاوز يا جنرال *** بالقوة تغير هالحال
لازم تعتقد أكيد *** طلبك صعب من المحال
لكن خدها بالحكمه *** وأعطينا الثمن يا خال
ونفّذ شروط الأمه *** من حرية واستقلال
دبرها يا مستر (دل) *** يمكن على يدك بتحل
جيت فلسطين الحره *** حتى تقمع الثوره
ولما درست الحاله *** لقيت المسألة خطره
بدنا تفهم بريطانيه *** حتى تكفينا شرها
وتصافى الامه العربيه *** بمنع البيع والهجره
ودبّرها يا مستر (دل) *** يمكن على يدك بتحل
ما دمت صاحب السلطه *** حل هالمشكل وهالورطة
ومد يدك صافحنا*** ما تخلى ولا أورطة
ونفّذ وعود الشرف*** حتى نمحي هالغلطة
للدولة هدا أشرف*** وأحسن مشروع وخطه
دبرها يا مستر (دل)*** يمكن على يدك بتحل

بعد كل هذا لا زال السؤال القائم ما الذي كان يدور في ذهن العبادي عندما بحث عن مناسبة الابيات وقائلها.....اظن ان ابا صالح منشغل في الهم الوطني غربي النهر وشرقيه..
فلا تنسيه تفاعلات الداخل ما يحدث في الجوار....ويدرك ان الحل اليوم في يد مستر بل ودل ايضا .