كان لإدولف هتلر اسم عربي أثناء الحرب العالمية الثانية... كان اسمه: أبو علي.
الآن في مقهى الروضة، وأبو كمال في دمشق صار اسم الرئيس بوتين أيضاً: أبو علي. فهذا اسم كما كان يحمل الأمل للخلاص من الاستعمارين الفرنسي والبريطاني في الهلال الخصيب أيام كانت جيوش الرايش الثالث تجتاح أوروبا والاتحاد السوفياتي.
وهو الاسم ذاته الذي يداعب خيال السوريين لتدخل بوتين العسكري في الحرب الأهلية السورية.. والقضاء على عصابات الإرهاب: داعش والنصرة واخواتهما.
كانت أحلام القعود العربي أن ينتصر النازي، وتنهزم بريطانيا وفرنسا، ويصبح الهلال الخصيب حراً: لا انتداب، ولا وعد بلفور، ولا تجزئة للوطن الواحد، فيما يشبه تمني العاشق المصري: يامين يجيب حبيبي ليّا.
وكأن الألمان والإيطاليون واليابانيون يقاتلون من أجل حريتنا ووحدتنا. مع أننا كنا نرى فعائل جيوش المحور في البلاد المحتلة في أوروبا وآسيا وإفريقيا.
لقد قرأ بنيامين نتنياهو أن الحاج أمين الحسيني كان لاجئاً في برلين، وان هناك صورة له يجلس مقابل هتلر، فقفز الذكي الذي يتعربش على بيت العنكبوت ليعلن أن الحسيني – أي الفلسطينيين - هو الذي اقنع هتلر بإبادة اليهود ووقع نتنياهو على وجهه. فهو يبرر براءة هتلر من المحارق ومعسكرات الاعتقال. وفي الحقيقة فإن هتلر قابل الحسيني مرة واحدة. وحين طلب مقابلته مرة ثانية، بعد زيارته للبوسنة، ودعوته للمسلمين الوقوف مع الاحتلال الألماني، رفض الفهرر إعطاء موعد لأنه لم يجد في الحسيني هذه الأهمية: اما إذاعة برلين المعروفة بـ حيّ العرب فكان يديرها طالب عراقي يدرس في ألمانيا، وعاش حتى السبعينيات في لبنان. وليس للحاج أمين أو أحد من جماعته علاقة بها.
وبوتين الآن - أبو علي الروسي - واضح أنه يحارب في سوريا دفاعاً عن نظام الأسد. وأنه يحارب النصرة أولاً في ادلب وحلب، ثم قد يحارب داعش في بقية شرق سوريا. وإذا كانت الآمال تنتعش بـ"عاصفة السوخوي»، فإن أبو علي الأميركي يوزع الآن صواريخ «تاو» المضادة للدروع، والتحصينات التي تقام على كل طريق وأبو علي الخليجي يوزع الدولارات بكثرة الرز التي يرشقها أهل العريس على موكب الزفاف. فالجميع كرماء طالما أن الدم سوري، والدم عراقي ويمني وليبي.
كان اسم «أبو علي» يُصرف «للقبضايات» في حواري دمشق وطرابلس وبيروت، وهو طبعاً للشجاع المدافع عن الحريم والثروة والبيوت الكريمة. ولم يكن هتلر يسمع باسمه العربي، وأغلب الظن أن بوتين كذلك. لكن أبو علي الأميركي بوش الأول، وبوش الثاني فقد أسمعته المعارضة العراقية شيئاً قريباً من الاسم الكريم.
الرأي