عندما تم الاعلان عن تأسيس ما سمي في حينه «مركز الاعلام الاردني» قلنا يومها ان هذه مؤسسة وهمية اخرى لا تنفع كل الفهلوة ولا التلفيقات في تسويقها وقلنا يومها: «والله هذا عيب» ، وبكلام اوضح وضمن مقالات كثيرة وفي محاورات تلفزيونية استهجنا الاصرار على المؤسسة الوهمية الاكبر وهي ما يسمى «المجلس الاعلى للاعلام» ، الذي لم يتضح حتى اليوم اي دور له ، وهل له اي دور تنفيذي او استشاري او توجيهي او اي دور ما عدا النصح والتنظير المتضارب احياناً ، وهو بلا دور الا اذا اعتبر اصحاب القرار على سبيل المثال ، ان اصدار بيان انشائي مؤخراً تحت عنوان ميثاق شرف للاعلام المرئي والمسموع هو انجاز خارق ، خاصة ان المجلس الاعلى للاعلام بصدد اصدار بيان بميثاق شرف صحفي للاعلام الالكتروني...،
يسأل زميلنا الدكتور نبيل الشريف اذا كان افضل ان يكون لدينا وزارة الاعلام او لا تكون ، ولا نريد ان نعقد مقارنة بالسوء في استذكار وذكر التخبط الاعلامي الذي بات مزمنا ، وفي رأينا المتواضع الذي كررناه ونكرره دوماً ان المهم ان يكون لدينا اعلام اولاً ثم تأتي بعد ذلك صيغة الاطر المؤسسية او الشكل او المسؤوليات الادارية او غير ذلك،،
وقد يكون مهماً ما يراه زميلنا الاستاذ جورج حداد ان يعبر الاعلام الاردني عن المنظومة الاخلاقية والقيمية لشعبنا وامتنا ، وهذا بالتأكيد هو اهم الاهداف وابرز المقومات لاعلام وطني ولكن الاهم ان يكون هذا الاعلام اعلاماً وطنياً معبراً عن الاردن الوطن والنظام السياسي وعن تطلعات شعبنا ، ولا أتحدث عن الاعلام بنظرة مثالية مطلقة ولكن بالمطالبة بواقعية ممكنة ، وهذا لا يتأتى بشكل آلي او حتى عبر مهنية عالية ، فلا بد ابتداء ان يكون هنالك ابتداء مشروع وطني يحمله هذا الاعلام ويعبر عنه ، وبالتالي ما حاجتنا لخطاب اعلامي اذا لم يكن لدينا خطاب سياسي نريد ان نوصله للناس ، والاعلام هو سلاح واداة قتال يومية يتم استخدامها بذكاء وتميز في خدمة الانظمة السياسية وفي التعبير عن الارادة الوطنية والتوجهات ، وهو لذلك يجب ان يكون اداة تأثير محترمة ومقنعة.. الخ
ولا اريد ان استرسل لان في فمي ماء وأقصى ما أتمناه ان نبدأ في التفكير بان يكون لدينا اعلام يحمل رسالة ، ولكن اولاً لابد من استعادة هذه الرسالة ، وان يكون معبراً عن مشروعنا السياسي الوطني والقومي ، ولكن لا بد من تجسيد هذا المشروع السياسي اولاً ليكون الاعلام انعكاساً له.. ولا بد.. ولا بد.. ولا بد الخ..
والى ان يكون لدينا اعلام نتمنى ان نتخلى عن المؤسسات الوهمية والاطر الشكلية وآخرها تفريخ دائرة للاتصالات والاعلام تابعة لرئاسة الوزراء ، اما ما تبقى فلدينا و«يخزي العين» مجلس للاعلام ومجلس ادارة للتلفزيون ومجلس ادارة لوكالة الانباء ومديرية مطبوعات وادارات اخرى وهمية وشكلية لا اذكرها وإنا لله وإنا اليه راجعون
الدستور