توقيعات على درب العالوك .. إلى روح حبيب الزيودي
راتب المرعي الدبوش
28-10-2015 01:35 PM
نَرْثيكَ ،
أمْ نَبـْكيكَ،
أمْ نَقُولُ إذْ تَغِـيْبُ،
يَا حَبيبْ .
يَا نَاثرَ الْغِناءِ في الـــدّروبْ
يا زارعَ الوُرودِ في الأرْواحِ، والْقُلــــــوبْ
يا أيـُّها الحَــــــرّاثُ في (موارسِ) الوطَنْ
أمْسِ العَصِرْ ، والّلــهِ ، لاحَ بــــَـــــــــــــــــرْقْ
ورَشْرشَتْ (مِــرْهاشَها) سَمَـاؤنا
يَا طِيـْبـَها !!
كَالمِسْكِ (رِيـــــحَةُ ) الـــــتُّرابْ !
بَينَ اليَـــبَاسْ
و دَفْقَةِ الوَسْمِيّ ، يا الْحَبيبُ ، فَـــــــــــــرْقْ .
****
بالّلـهِ، أيـْنَ أنْتَ يا حَبيبْ؟
بالّلـهِ ،أيْنَ أنتَ يا ابْنَ هذهِ التـّلاعْ؟
يا سَجْـعَــةَ الحَمَامِ في مَفَارِقِ العالـوكْ
يا ضَحْوَةَ الــــرّعْيانِ في شِعَابِ عَجلونْ
يا رَقْصَةَ الأحْبَابِ في مَعانَ و الطفيلةْ
يا فَرْحَةَ الْحَصّادِ إذْ يُعانِقُ السّنابلْ
يا نَشْوةَ الحِنّاءِ في مَفارِقِ الجَديلةْ
بالّلـهِ، أينَ أنتَ يا حَبيبْ؟
بالّلـهِ ، أيـنَ أنتْ ؟ .
****
عَنْ هذهِ الّتي تُحِـبُّها، سَأخْـبُركْ:
فالشّيْخُ سَـرَّهُ المَطَـرْ
والأرْضُ، مِنْ شَوْقٍ بِها تَـزيّـنتْ
لِسِكّةِ الْمِحْراثِ... و (الذّكَــــــرْ).
يَا شَوْقَهُ الْبِـذارُ... يَـنْـتَظِرْ !
يا لَهْفَةَ السُّفوحِ لِلّقاءْ !
يا فَرْحَةَ التّـلاعِ والسّهولْ ! .
وهَاهُمُ الرّفَاقُ، يَا حَبيبْ
قدْ بَـيّـتوا السُّرى إلى الحُقولْ
فهلْ يَليقُ في مَواسِمِ البِذارِ أنْ تغيبْ . !؟
وهل يليقُ بالْبُدورِ في اكْتِمَالِها الْأفُولْ ؟!
****
يَا أيُّها الحَبيبْ
يَا وَمْضَ جَمْرِ الشّعرِ في حَياتِـنا
يَا ضَوْءَ بَرْقِ الفَنّ في سَمَاءِ هذه البِلادْ
يَا بَحّةَ النّاياتِ في مَشَاعِبِ الجبَالْ
يَا أنَّـةَ الْيَـرْغولِ ، و الرّبَـابِ ،
يَا تَصْفيقَةَ الْقُلُوبِ و الأكُــــفِّ
في دَبْكَةِ الشَبابِ في الْأعْراسْ
لِـنَـسْرِنا فِــــــــراسْ،
لصايلٍ، وصالحٍ ، وحابسٍ ، و وصفــــــي .
لِكُلِ من يعيشُ واقفاً ، يموتُ واقفاً
لَمْ تَرْتَعِشْ لَهُ يَـدٌ ،
لَمْ تَنْكَسِرْ، والّلـهِ، عَيْـنُهُ
ولم يَلِنْ لهُ مِــــــــــراسْ.
** **
يَا أيـُّها الْحَبيبْ
إنْ قَالَ ( بيتُ الشّعرِ ) :
أيْـنَهُ حَبيبْ ؟
أوْ (تَلْفَنَتْ) صَبِـيّـةُ
قدْ بُحّ صَوْتـُها ، بلثغةٍ تَقولْ :
سَألْتُ عَنْهُ، (سِنْدِيَانْ)
مَرَرْتُ في الصّباحِ لَمْ أَجِدْهْ
مررتُ في الْمَسَاءِ لَمْ أجِدْهْ
(تَلْفَـنْتُ) لَمْ أَجِدْهْ .
فأيَنـْهُ ؟ فأيْنَـهُ ؟؟.
فَهَلْ نَقُـولُ : رَاحْ ؟
وَهَلْ نَقُـولُ : خَانَهُ الْجَنَاحْ ؟
وَهَلْ نَقُـولْ :
كَبَا بهِ جَوَادُهُ في لُجّةِ الْأمْواجِ والرّياحْ ؟..
****
يَا صَاحِبَ الـدُّرَرِ الْفَرَائِـدْ
يَا نَجْمَةَ السُّمّارِ في لَيْلِ الْحَصَائِـدْ
الضّادُ بَعْدَكَ أمْحَلَتْ
وَدَفَاتِرُ الشُّعَراءِ بَعْدَكَ ( عَـنّسَتْ)
وَ (تَفَرْنَجَتْ) مِنْ فَـرْطِ عُجْمَتِها الْقَصَائِدْ
وَغَدا صَهيلُ الشِّعْرِ أشْبـَهَ بِالْبُكُـاءْ .
****
قُمْ يا سَليلَ الأرضِ ، وَاسْكُبْ
مِنْ زَيْـتِكَ الْوَضّاءِ (جُوداً ) ، إِثْـرَ (جـُــــوْدْ )
وَانْـثُـرْ خَميرةَ رُوحِكَ الوَلْهى عَلى كُلِ الْمَحَابرِ والدّفَاترٍ ،
وَالْقَصَائدِ والغِناءْ.
هَذا ( شَلِيلُ ) الْأرْضِ مَفْتُوحٌ عَلَى عَيْنِ السّماءْ
فَاجْعَلْ نُجُومَ الّليْلِ في الصّحراءِ شَاهِدَةً على وَطَنٍ،
يُسَيـّجُهُ النّشَامَى بِالْمَحَبّةِ والفِداءْ .
*******
*هوامش القصيدة :
1 – الموارس : جمع مارس . وهي لفظة شعبية أردنية تعني القطعة المستطيلة من الأرض الزراعية .
2 – المرهاش : لفظة شعبية أردنية ، يستعملها الفلاحون للدلالة على المطر ينهمر سريعا وغزيرا لمدة لا تتجاوز نصف ساعة .
3 – ريحة التراب : رائحته.
4 – الوسمي : وصف للمطر يسقط في بداية موسم الشتاء، حيث يباشر الفلاحون بعده زراعة الأرض بالحبوب.
5 – سكة المحراث : هي القطعة المعدنية المدببة التي تغوص في الأرض عند الحرث.
6 – الذكر: هو الجزء الأسفل من المحراث البلدي، يدخل في عروة السكة؛ لتثبيتها.
7 – فراس ، وصايل ، وصالح ، وحابس ، ووصفي هم نخبة من رجالات الوطن الذين قدموا أروع الأمثلة في الدفاع عن كرامة الوطن . وهم على التوالي : فراس العجلوني ، وصايل الشهوان، وصالح الشويعر، وحابس المجالي ، ووصفي التل.
8 – بيت الشعر : مرفق ثقافي تابع لأمانة عمان ، أداره حبيب فترة من الزمن.
9– تلفنت : أجرت اتصالا تليفونيا .
10– سنديان : اسم البرنامج الإذاعي الذي كان حبيب الزيودي يعده ويقدمه.
11 – عنّست : أصبحت عانس .
12 – تفرنجت : أصبحت إفرنجية غريبة ، لا فصاحة فيها.
13 – الجود : قربة صغيرة من جلد صغير الماعز ، تملأ بماء الشرب ، يحملها الفارس، والمزارع والمسافر ، وقد تستعمل لحفظ الزيت.
14 – الشليل : الجزء الأمامي السفلي من الثوب العربي، وفتْح الشليل في الثقافة الشعبية الأردنية هو كناية عن الاستعداد لجردة الحساب . فإذا قال أحدهم لآخر : هذا شليلي مفتوح ، قصد أنه مستعد لوضع كل الأمور تحت مجهر النقد والحساب . ولا يقول ذلك أحد إلا إذا كان واثقا من نفسه وما صدر عنه من فعل وقول .