الاعلام المحلي مرتبط بالمصادر الداخلية حكما واحيانا وجوبا ، ولكن ما يواجهه من معضلات يدفع للبحث عن حلول مع مصادر الاخبار المحلية ، والمشكلة ان الاعلام الخارجي يتحدث بحرية من مصادرنا ، واعلامنا يطوي الليل بانتظار تكرم المعنيين بالافراج عن الكنز الخبري الذي اصبح معروفا مضمونا وصياغة قبل بثه.
للاسف وزير الخارجية الاميركي جون كيري في عمان والوكالات الاجنبية تتناقل تصريحاته وتصريحاتنا وتصريحات اسرائيل ، وفي ادراج مسؤولينا خبر مكتوب من التاسعة مساء ويفرج عنه بعد الواحدة ليلا ومحتواه لا يسمن ولا يغني من جوع معلوماتي.فالخبر في بيتنا ومهم جدا لبلدنا وننقله من الوكالات الاجنبية.
مسؤولون يصلون بلادهم والاعلام بانتظار اخبار محادثاتهم في عمان ،ومؤتمر صحفي لشخصية عالمية خلال زيارته الاخيرة للمملكة ينتهي بحدود الثامنة مساء والاضافة الاخيرة تبث للاعلام بعد الثانية من منتصف الليل.
كثير ما يملك الاعلام المحلي المعلومة لكنه يدفع لعدم بثها بينما تذهب للاعلام الخارجي ولا تستخدم محليا.
الكل يجمع ان وسائل الاعلام تواجه خسائر مالية تحول دون تطور الاداء المهني ويعيش ظروفا مقلقة على مستقبله وخاصة المطبوع ، ولكن يستنزف بالورق والوقت والمهنية والعمل الاضافي والتأخير عن المواعيد المحددة للتوزيع والادارة بفعل تاخير المعلومة او المماطلة في اعطائها.
مسؤولونا في الخارج يجرون مباحثات ويوقعون اتفاقيات واعلامنا يبث صورا من لقاءات امس او ارشيفية ، رغم ان التقنيات المتواضعة تتيح البث المباشر صوتا وصورة.واحيانا لا يخرج الخبر الا بعد ان يراه ويوافق عليه المسؤول الاول في المؤسسة او الوزارة، كما قال مسؤول اعلامي سابق.
ونسينا ما يرتبط بالزمن ، فهو قائم وفقا للمثل «مواعيد عرب « فاذا سألت عن موعد البث يقال انتظروا عشر دقائق، وما يزال اعلامنا ينتظر اخبارا للان.
في احد الايام، وهذه حقيقية وليست نكتة ، الكل ينتظر بيانا حول شأن مهم، واقترب منتصف الليل والكل يتناقل الاشاعات من الشرق والغرب، وبعد جهد كبير تم التواصل الى ان "المسؤول الذي لديه البيان غارق في النوم".. وانتظر يا اعلام.
الرأي