عقد ندوة "التعددية المذهبية وأثرها في بناء الأمة"
27-10-2015 04:18 PM
عمون- بدأت اليوم السبت الموافق 24/10/2015 في فندق القدس فعاليات ندوة "التعددية المذهبية وأثرها في بناء الامة" والتي عقدها المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع ديوان الوقف السني العراقي
افتتحت الندوة بكلمة الدكتور عبداللطيف الهميم والتي القاها نيابة عنه الدكتور إحسان علو حسين والذي بين أن التعددية لم تكن في أي يوم من الايام مشكلة وذلك لأن الناس كانت لديهم قناعات راسخة بأن هذه الاختلافات هي لأسباب فكرية واختلاف في وجهات النظر وبعض مسائل العقيدة التي لاتمس الاصول القطعية.
وبين أن المشكلة في التعددية هي وهن العقيدة وتعطيل الشريعة وانهيار الاخلاق واضاعة الصلوات ومنع الزكوات واتباع الشهوات وشيوع الفاحشة وانتشار الرشوة وخراب الذمم وسوء الإدارة وترك الفرائض الأصلية وارتكاب المحرمات القطعية .
ومن ثم رحب الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري بجميع الحضور والمشاركين وبين أن هذه الندوة أتت في وقت أليم تمر به الأمة الإسلامية وأنها مقدمة لمؤتمر دولي سيعقد في مطلع العام القادم بعنوان "خطر الصراع المذهبي " بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي وديوان الوقف السني العراقي.
وبين الفاعوري أن الجرائم التي تعيق تقدم هذه الأمة وتطورها وأن البعض قد استغلوا التعددية المذهبية لخدمة اهدافهم الشخصية غير آبهين لسماحة دين الإسلام ومفاهيمه الإنسانية التي تؤكد على نبذ الإرهاب والتطرف والعنف ومن أجل التصدي لهذه التحديات التي تهدد ديننا وأمتنا فلابد من العمل على تعرية الإسلام أمام الملأ من هذه الأفكار الضلالية حتى لايتم تشويه الإسلام بأيدي مغرر بها تحت وشاح الاسلام والدين لأن الإسلام هو دين الوحدة والعقل والرشد .
أدار الجلسة الأولى معالي الشيخ عبدالرحيم العكور وزير الأوقاف الأسبق الذي بين أن التعددية تمثل في حقيقتها جوهر الدين الإسلامي لانه يستوعب الجميع ، لذلك فإنه لا يحق لإحد الغاء اي احد.
وفي ورقته التي تحمل عنوان " تحديد المفاهيم ونشأة المذاهب " وضح الدكتور محمد الخلايلة ان تحديد المفاهيم امر مهم للبحث العلمي فهذا يقلل من امور النزاع لاننا الآن نمر بمشكلة كبيرة في تحديد المفاهيم لانه لو أننا نعتمد على تحديد المفاهيم للعمل على تقليل الخلاف بين المتخاصمين والمتنازعين .
والدليل على عدم تحديد المفاهيم هو ما نمر به اليوم فنحن نقف أمام الكثيرمن المصطلحات الي لانستطيع تحديدها أو تعريفها كمصطلح الخلافة.
وقال معالي الدكتور نبيل الشريف في ورقته"دور الإعلام في ترسيخ مفاهيم العيش المشترك في ظل التعددية المذهبية والدينية في العالم العربي" يجب أن نؤكد أن وسائل الإعلام شهدت ثورة تكاد أن تكون كاملة بالمفاهيم والوسائل وهذه الثورة غيرت مفاهيم الاعلام فيجب مواكبة العصر في جميع المفاهيم فالإعلام الالكتروني هو الوسيلة الرئيسية المستخدمة اليوم لأنه يساعد على توعية الآخرين وهذه يعتمد على النقل الأمين للأحداث ويمكن أن تتحول وسائل الاعلام لأداة تعمل على نفريق المجتمع اذا لم يتم نقل الخبر بدقة ودون تحريف فيجب مراعاة عدة أمور مثل الموضوعية والتوازن والتجرد من الرأي الشخصي.
ووضح أن انتشار وسائل الإعلام بشكل كبير هو سلاح ذو حدين بمعنى ان الإعلام اذا وظفت للخير فإنها تصبح أداة لتطوير المجتمع واذا استخدمت للشر فإنها تعمل على نشر الفتنة والفرقة لذلك فلا بد أن تعمل وسائل الاعلام على مكافحة التطرف والإرهاب ونشر المفاهيم الوسطية السليمة.
وبدوره قام الأستاذ الدكتور عبدالله ابراهيم زيد الكيلاني ورقة بعنوان"التنوع المذهبي وأثره الايجابي في بناء الأمة "ويبين أن الاختلاف هو سنة الله فأوجد الاختلاف والتشابه فهو سنة وزينة للحياة فالتعددية هي معيار الالتقاء وتقبل الآخر والتعايش معه ويوجد له العديد من الفوائد العلمية والتعايشية.
ووضح أن الاسلام من أول يوم نبذ التعصب وأكد على أهمية التعايش والتسامح وقبول الآخر والاسلام جاء لمحاربة هذا التعصب والقضاء عليه.
واختتمت الجلسة الاولى بورقة الدكتور محمد خير العمري بعنوان "التعددية المذهبية الاختلاف والتنوع في إطار الوحدة" ووضح أن التعدد المذهبي لا ينتج عنه فرقة ومعاداة وتجزئة بل يمكن أن يساعد في العديد من الأمور الحياتية فالفقه الإسلامي قادر على استيعاب الأمة من خلال التنوع المذهبي وحقوق الإنسان وبين أن المعاناة تنشأ من انتهاك حقوق الإنسان بسبب الاختلاف المذهبي وهذا أمر مرفوض ديناً وعرفاً.
افتتحت الجاسة الثانية والتي ترأسها الأستاذ الدكتور وليد عوجان بورقة الدكتور ماجد سليمان من العراق بعنوان " التوظيف المذهبي ودوره في صراع الدائره في المنطقه العربية" وتطرق الى الوضع الراهن في العراق والصراعات الطائفية والمذهبية الموجودة فيه والاثرالذي اوجدته في البيئة والمجتع العراقي حيث أدت الى اراقة الدماء ونشر الكراهية والتطرف وظهور العديد من العصابات التي تنفي وتندد مبدأ التعددية وهو المبدأ الرئيسي الذي يقوم عليه الدين الاسلامي .
ومن ثم تطرق الدكتور جلال لطيف محمد من العراق الى "أثر التعددية المذهبية على العيش السلمي في المجتمعات العربية" وبين أن التعددية هي مفهوم ركز عليه الدين الاسلامي من حيث التعايش السلمي ما بين المسلمين وغيرهم وأن الله تعالى خلق الناس باختلاف ليتعارفوا وأن التعايش في تاريخ الاسلام ادى الى اعتناقه من قبل العديد .
وبين أن التعايش السلمي في المجتمعات يكون من خلال:
التعايش بين أهل الملة الواحدة.
التعايش بين أهل الملل المختلفة.
التعايش بين الدول المختلفة سياسياً.
وبين معالي الدكتور عزت جرادات في ورقته "دور المؤسسات التربوية في ترسيخ مفاهيم العيش المشترك في ظل التعددية المذهبية والدينية في العالم العربي" أن سباق الأمم يكون في التعليم ،فالتعليم هو استثمار في الإنسان من أجل المستقبل وبين أن دور التربية يكون فيما يلي:
تفعيل الحراك الاجتماعي في المجتمع:فالتعليم هو مايرفع من القيم والفئات المجتمعية المختلفة.
تعزيز الديمقراطية.
يحقق تكامل الفرص في المجتمع.
واختتمت الجلسة الثانية بكلمة الدكتور محمد خير العيسى "التعددية المذهبية رؤية وسطية" وبين أن التعددية هي تنوع مؤسَّس على تميُّز وخصوصية، ولذلك لا يمكن أن توجد إلا في مقابلة وبالمقارنة مع الوحدة والجامع، ولذلك لا يمكن إطلاقها على التشرذم والقطيعة ولا على التمزق الذي انعدمت العلاقة بين وحداته، ولا يمكن إطلاق التعددية على (الواحدية)، فبدون الوحدة الجامعة لا يتصور تنوع وخصوصية وأدلة ذلك:
التعددية موجودة في أنواع الخلق:
يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 27، 28].
التعددية في نوع الإنسان ومستوى أدائه لواجباته:
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22]
الناس لا يمكن أن يكونوا نسخة مكررة:
وينطلق الجميع من هذه الحقيقة التي لا جدال فيها؛ لأن الله لم يفطرهم على ذلك، بل جعل الاختلاف سنة فيهم قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 118-119]
واختتمت فعاليات الندوة التي حضرها عدد من الجهات الاعلامية بجلسة نقاشية طرحت فيها العديد من الأسئلة والتي تم الاجابة عليها من قبل المحاضرين.