facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحياة الدنيا مجرد"سولافة"


شحاده أبو بقر
27-10-2015 03:54 PM

خمسة وثلاثون عاما أمضيتها في العمل الصحفي حتى الآن، ومن خلاله مستشارا لرئيسي مجلسي الاعيان والنواب وفي رئاسة الوزراء كذلك، وهي رحلة عمل كتابي تعرفت في ثناياها على طبقات النخب السياسية كلها تقريبا , ولدي الكثير مما يمكن قوله ربما في وقت لاحق إن ظل في العمر بقية، إلا أن الحقيقة الانصع الي تعلمتها تقول بأن هذه الحياة الدنيا ليست سوى مجرد سولافة تبدأ وتنتهي في لحظة حتمية ما، وهي إما سولافة طيبة تحظى بالقبول والإعجاب لدى الخالق وخلقه سبحانه, أو هي غير ذلك، والثواب والعقاب عند واحد أحد لا عند سواه.

تلك هي الحياة الدنيا، رحلة قد تطول وقد تقصر وعلمها عنده وحده جل في علاه، منا من يفهمها على حقيقتها فيريح ويرتاح، ومنا من يعتقد بأنها نهاية المطاف وأن لا حياة بعدها فيعطيها كله لا جله , ليشقى ويشقي غيره معه، وديدنه التشبث بها والشقاء كي يظفر بأحسن ما فيها، وهما المال والجاه معا , وفي لحظة لا يدرك متى هيه، يصبح في عداد المغادرين لها وبلا عودة ابدا، حيث لا ينفع مال ولا بنون ولا جاه او مغنم إلا من أتى الله بقلب سليم.

نعم، الحياة مجرد رحلة تصبح بعد حين سولافة يتداولها الناس لراحل كان محترما عاش حياته لغيره أكثر مما عاشها لنفسه فيترحمون على روحه ويستذكرون سجاياه , وراحل يسعد الكثيرون ولو سرا لزواله عن هذه الدنيا الغرور ويتهامسون إستذكارا لمثالبه وخطاياه، وينسى كل منهم أن له يوما كيومه، وأن القوم ستداولون سيرته وبالسوية ذاتها .

لو يستلهم الكثيرون من خلق الله , سيرة ورحلة من سبقوهم في الرحيل , لتعلموا الكثير مما يفيدهم في الدنيا والآخرة , ولحزموا أمرهم ورضوا بما يسر لهم الله من فضله , ولما ندموا على ما فاتهم , ولأبتغوا مرضاته قبل سواه عندما يستحضرون الحقيقة العظمى التي تقول بأن العمر إلى نهاية حتما , وبأن حياة كل منهم , مجرد سولافة سيتداولها الكثيرون حتما إن خيرا أو شرا , تماما كما تداولوا هم حياة من سبقوهم , وهم وفي لحظة ضمير حي لا يعدمها حتى قاطع طريق , يعرفون جيدا حصيلة ما فعلوا وما قالوا , حتى لو كابروا وتوهموا خلاف ذلك , والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :