حقيقة اللشمانيا (حبة حلب) التي اصابت مواطنين في الطفيلة
د . ردينة بطارسة
02-06-2008 03:00 AM
ظهرت في الأسابيع القليلة الماضية إصابات جديدة بمرض اللشمانيا (Leishmaniasis) في منطقة الحسا في محافظة الطفيلية جنوب المملكة, وهو عبارة عن مرض طفيليي مشترك بين الإنسان والحيوان حيث يسببه طفيل اللشمانيا الذي ينتقل من المستودع الطبيعي له وهو أنواع مختلفة من الحيوانات البرية وقد يكون الإنسان هو المستودع في بعض المناطق الجغرافية بواسطة لدغة أنثى ذبابة الرمل (Sand Flies) ويزداد انتشار المرض على فترات موسمية خصوصا في نهاية الخريف والربيع وتنشط هذه الذبابة في آخر النهار وأول الليل وتطير على ارتفاع منخفض على سطح الأرض .
هذا ويذكر أن المرض قد يستوطن في مناطق معينة حيث ذكر سكان المنطقة نفسها انه كان هناك حوالي 100اصابه باللشمانيا الجلدية في العام الماضي وقد أوردت هنا المزيد عن المرض وأشكاله وطرق الوقاية منه, حيث تظهر الإصابة بمرض اللشمانيا بعدة أشكال :
أولا: اللشمانيا الجلدية(Cutaneous . L)
وتعرف أيضا بحبة حلب أو حبة الشرق حيث تبدأ الصورة السريرية على شكل إصابة عقدية غير مؤلمة تتسع تدريجيا وتتقرح في منطقة الوسط وتصبح على شكل فوهة البركان وقد تكون الإصابة متعددة أو مفردة حسب مكان لدغة البعوضة وتترك الإصابة ندبة دائمة على الجلد , وتتراوح فترة الحضانة من ( 4-8 ) أسابيع وقد سجلت حالات في مناطق الأغوار الوسطى وأغوار الكرك ووادي عربة ومناطق الصحراء وبني كنانة والبلقاء بالإضافة إلى الطفيلة خلال السنوات الماضية حسب سجلات وزارة الصحة.
ثانيا: اللشمانيا الحشوية(Visceral . L)
وهذا النوع نادر جدا في مناطق الشرق الأوسط حيث سجلت حالة واحدة مثبتة مخبريا عام 1994, ومن أعراض المرض حدوث الحمى وتضخم الطحال والكبد والغدد اللمفاوية وفقر الدم وفقدان الوزن وقد تؤدي الإصابة إلى الوفاة في حال عدم تلقي العلاج وتتراوح فترة حضانة المرض من (2-4) شهور.
ثالثا: اللشمانيا المخاطية الجلدية(Muco – Cutaneous . L)
وينتشر هذا الشكل في بعض دول أمريكيا الجنوبية وهي من الأشكال غير معروفة في حوض البحر المتوسط وقد تؤدي إلى تدمير الأغشية المخاطية والأنسجة الدائمة في منطقة الأنف والبلعوم وتسبب حدوث مضاعفات تنفسية قد تؤدي إلى الوفاة في حال عدم تلقي العلاج.
هذا ويذكر أن الإصابة باللشمانيا عادة تعطي مناعة دائمة طوال العمر , ويتم تشخيص المرض مخبريا بواسطة فحص عينات من طرف الحبة للتحري عن طفيل اللشمانيا أو بفحص الدم للتحري عن الأجسام المناعية للمرض , ويتم العلاج بالتجميد الموضعي أو الكي الكهربائي أو حقن المضادات الحيوية حيث يهدف العلاج إلى تلافي أو تقليل حدوث الندبات الغائرة الدائمة عن الإصابة.
ومن أهم الإجراءات الوقائية من المرض ضرورة عزل المريض عن الناقل بواسطة شبك منخلي أو برش المبيدات الحشرية واستعمال المنفرات للتخلص من ذبابة الرمل الناقلة للمرض , هذا مع التأكيد على ضرورة الإبلاغ الفوري عن الإصابة للجهات المعنية وذلك لتسريع عملية مكافحة الناقل والسيطرة على المرض لمنع انتشاره بالإضافة إلى القيام بدراسة المخالطين للمصاب وكشف أية إصابات بينهم وتقديم العلاج لهم.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن ذبابة الرمل تكثر في الأماكن الرطبة والمظلمة وسقوف المزارع والحظائر لذلك من الضروري إزالة أماكن تواجد الذبابة مثل أكوام النفايات والجحور الرطبة وكذلك يجب توخي الحذر خلال مواسم انتشار ذبابة الرمل خاصة في فترات المساء والصباح الباكر مثل تغطية الأجزاء الظاهرة من الجسم بالملابس وكذلك عمل حملات مكافحة للحيوانات الخازنة مثل الكلاب والقطط والجرذان , ولا ننسى التأكيد على ضرورة التثقيف الصحي للمواطنين من خطر المرض وطرق انتقاله من خلال جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة خاصة في المناطق التي سجلت فيها الإصابات لأكثر من مرة .