الروابدة فضّل الإستقالة وبعث رسالته باليد
26-10-2015 01:21 AM
* استقالة الروابدة تفتح باب التساؤلات حول خليفته في مقعد العضوية ..
عمون – وائل الجرايشة - فضّل رئيس مجلس الأعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة الإستقالة من مجلس الأعيان وحده دون أن يُطلب منه ذلك، وفق مصادر افضت لـ "عمون".
وبحسب المعلومات التي تحصّلت عليها "عمون" فقد اتصل رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة بعد ساعة الظهر بالروابدة ليبلغه بقرار تعيين رئيس الوزراء الاسبق فيصل الفايز رئيساً لمجلس الأعيان.
الطراونة في الإتصال اكتفى بنقل منطوق الإرادة الملكية المتعلقة بتعيين الفايز رئيساً للمجلس، وألمح للروابدة أن الأمر في حدود تعيين رئيس جديد بمعنى أن القرار لم يطل اقالة الروابدة من موقعه كعضو في مجلس الأعيان.
إلا أن الروابدة فضّل الإستقالة وابلغ الطراونة بشكل مباشر وبتّ في قراره عبر الهاتف - والذي يبدو أنه كان متجهزاً له - حيث أكدّ أنه سيتقدم بإستقالته من مجلس الأعيان، ولم يدر حوار طويل بين الرجلين في حين رفع الروابدة عبر الطراونة شكره إلى جلالة الملك.
وفي الوقت الذي لم يُبرر الروابدة في العلن سبب استقالته، يرى مراقبون أنه درجت العادة على أن يرأس "الأعيان" اقدم رؤساء الحكومات السابقين من داخل المجلس، وربما من هذا الباب فضل مغادرة موقعه لإستقرار العُرف الذي ارسي في السنوات الاخيرة مع حصول بعض الاستثناءات.
في ذات الأوقات نقل رئيس الديوان الملكي فايز الطروانة هاتفياً رغبة الملك إلى فيصل الفايز بتوليه رئاسة مجلس الأعيان، لتُبدد هذه المعلومات ما كان يُقال أن الفايز تم تبليغه منذ وقت بالمنصب الجديد.
الروابدة حينما اتصلت به "عمون" للتأكد من آخر المستجدات حول رئاسة الأعيان، أكدّ انه ابلغ بالقرار الملكي منذ قليل واقتصر على تغيير الرئيس دون إعادة تشكيل للمجلس، واشار إلى أنه تم تعيين نائبه الفايز رئيساً للمجلس.
وتشكّل مجلس الأعيان في 25 / 10 / 2013 م ويُعيّن الرئيس لمدة سنتين بحسب نص المادة 65 من الدستور التي تقول "أن مدة العضوية في مجلس الاعيان اربع سنوات ويتجدد تعيين الاعضاء كل اربع سنوات ويجوز اعادة تعيين من انتهت مدته منهم، فيما تكون مدة رئيس مجلس الاعيان سنتان ويجوز اعادة تعيينه".
ويحق للملك ان يحل مجلس الاعيان أو يعفي احد اعضائه من العضوية استنادا الى الفقرة الرابعة من المادة (34) من الدستور، فيما تنص المادة 36 من الدستور على أن الملك يعين اعضاء مجلس الاعيان ويعين من بينهم رئيس مجلس الاعيان ويقبل استقالتهم.
وبعد ساعتين من صدور القرار رسمياً، بعث الروابدة برسالة مطبوعة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني نُقلت بـ"اليد" تسلمها رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة تضمنت رسالة ولاء وشكر، فيما كانت هنالك رسالة أخرى مختصرة تتضمن الاستقالة من عضوية مجلس الأعيان.
وبينما لم تنشر رسالتي الروابدة رسمياً، آثر الرجل بعد ذلك بمدّة على نشر مضامين رسالة الولاء في وسائل الإعلام، وقد احتوت على كلمات وعبارات تُظهر فضل جلالة الملك عليه حينما قال "أوصلتني يا مولاي لأعلى المراتب التي طمحت بها".
وكان الروابدة قد لازم مكتبه حتى وقت قريب قبيل صدور الإرادة الملكية وذلك لإستقبال وفد فرنسي رسمي، بينما عاد مساءً لاستقبال الضيوف الذين زاروا داره في منطقة أبو نصير ليهنئوه بالسلامة، فيما استقبل الفايز المهنئين بموقعه الجديد في ديوان أم العمد.
التطور الأهم هو أن خطوة الروابدة فتحت باب التساؤلات حول خليفته في مقعد يحمل مواصفات (رئيس وزراء اسبق) داخل مجلس الأعيان، ولا يُعرف إن كان سيقع الإختيار على شخصية بحجم (رئيس حكومة) لكي يشغر هذا المقعد أم يُستعان بأحد من خارج نادي الرؤساء؟.