منذ سنوات عديده ونحن نسمع عن المفاوضات التي تجري ما بين الكيان الصهيوني المغتصب لارضنا المباركة المقدسة التي بارك الله فيها وفيما حولها وبعض الانظمة.
وهذه المفاوضات التي انطلقت بعد حرب الخليج الثانية عام 1991م أي قبل سبعة عشر عاماو لم تفضي الى نتجة لان الكيان الصهيوني لا يريد ان يتخلى عن شبر من ارض فلسطين الحبيبة ولا عن ذرة تراب احتلها من أي ارض عربية مباركة .
وكيف يتخلى هؤلاء الصهاينة عن ارض عربية وهي يعتبرون ان ارض اسرائيل المقدسة المباركه هي ارض تمتد ما بين النيل والفرات وهذا مكتوب ومرسوم في الكينست الاسرائيلي ثم ان الله سبحانه وتعالى قد اخبرنا في القران الكريم بانهم لايعطون الناس نقيرا والنقير هو خيط رفيع يكون في نوى التمر لا يسمن ولا يغني من جوع .
فبعد سبعة عشر عاما من المفاوضات التي خاضها العرب مع اليهود مازالت القضية عالقة كما بدات قبل هذه السنوات الطويلة وما زالت ارض الجولان محتلة وما زالت الضفة الغربية وقطاع غزة في ايدي اليهود لم يتنازلوا عن شبر واحد من هذه الارض على الرغم من ان العرب تنازلوا على كرامتهم وعن مقدساتهم وباعوا ثوابتهم .
نعم لقد تنازل العرب لليهود عن كل شيء وفتحوا بلاد العرب لليهود الذين باتوا يسيطروا على بلادنا سيطرة اقتصادية وبداوا يشترون الاراضي وينشئون المصانع ويتحكمون في الاقتصاد واصبح لهم اليد الطولى في كثير من الدول العربية .
نعم لقد تنازل العرب عن الكثير الكثير ولكن اليهود \"عمل او ليكود \" ما زالوا متمسكين بالارض العربية التي احتلت بالقوة وبالسلاح وان حرر شبرا من ارض العرب فان ما حرره حزب الله حرره بقوة السلاح وليس بالمفاوضات .
فحزب الله استطاع ان يجبر اسرائيل على التخلي عن اراضي جنوب لبنان المحتلة ودفع اسرائيل لمغادرة لبنان بعد ان دكت صواريخ حزب الله العديد من المدن الاسرائيلة .
واليوم تاتينا الاخبار بان هناك مفاوضات اسرائيلية سورية وان الشعب اليهودي لا يؤيد تلك المفاوضات ولا يؤيد الانسحاب من الجولان وان المفاوضات ترعاها تركيا الصديقة للجانبين وان سوريا متمسكه بالانسحاب من الجولان وان اسرائيل ترفض الانسحاب الكامل وانما تريد انسحاب مشروط على غرار ما جرى في سيناء بحيث تكون القوة على الارض لها السياده الصورية لسوريا.
هكذا تريد اسرائيل سلاما مجانيا مع العرب وتطبيع اقتصادي واجتماعي ودخول الاسواق العربية والسيطرة على القطاعات الحساسة في الدول العربية دون ان تخسر شبرا واحدا من الارض التي احتلتها بتواطؤ الانظمة العربية وتخاذلها في الدفاع عن ثرى العروبة المقدس .
فاسرائيل التي تعرف العرب اكثر من انفسهم ، قد درست احوالنا وعرفت ما نفكر به وقد استطاعت ان تحول فكر الشباب العربي من الجهاد والقران الى الغناء والرقص ومطاردة الموضى الغربية وهي تعرف ان الانظمة كما الشعوب غير مستعده للقتال لذلك نراها تلهي الانظمة بالمفاوضات التي لن تنتهي قريبا وربما تمتد لسنين عجاف.
فالضفة الغربية لم يعد من ارضها شيئا بيد اهلها ، بل لقد اصبحت كلها مستعمره صهيونية وما هو مطروح التنازل عن 50% من مساحتها للفلسطينين وهي المساحة ليست متصله وانما جزر معزولة لا يربط بينها رابط ويقسمها الجدار العازل التي بوشر العمل به قبل سنوات عديده من اجل وقف الانتفاضة ووقف العمليات الاستشهادية لكننا نرى ان العمليات توفقت والانتفاضة اجهضت ولكن الجدار ما زال العمل به مستمرا.
فيا قادتنا العرب المفاوضات لم تجدى ولن تتنازل اسرائيل عن شبر ارض احتل من ارضنا الا بالقوة فما احتل بالقوة لن يحرر الا بالقوة وان كان هناك بضع وعشرين نظاما عربيا فان اسرائيل لا تحسب حساب الا لحزب الله وحماس ولا تخشى الا هؤلاء الناس لانها تعلم انهم لا يؤمنون بتلك المفاوضات التي ستدوم دوام الانظمة العربية المتصالحة معها .