دعوة مقتدى الصدر للقيام بتظاهرات شعبية بعد صلاة الجمعة من كل اسبوع للاعلان عن رفض الشعب العراقي لتوقيع اتفاقية طويلة الامد بين الحكومة العراقية والادارة الاميركية تنظم وجودا عسكريا واقامة قواعد اميركية في هذا القطر العربي المنكوب ، هي دعوة جديرة بتلبية العراقيين من مختلف الطوائف والمذاهب ومن مختلف ألوان الطيف السياسي الوطني والقومي الإسلامي ...

وتظاهرات انصار التيار الصدري في بغداد وفي البصرة وفي عدد من المدن العراقية بعد صلاة الجمعة الاخيرة ، قد تتسع وتشترك فيها قوى فاعلة وذات حول وقوة في الاسابيع المقبلة .. لقد اكد مطلعون على نصوص الاتفاقية ومن بينهم الشيخ مهند الغراوي العضو البارز في التيار الصدري : ان هذه الاتفاقية سيئة الذكر من شأنها تقييد العراق وتعطي 99% منه للولايات المتحدة الاميركية وهي الدولة الاستعمارية الكبرى التي كشف النقاب عن اطماعها الاستعمارية في العراق وفي ثروته النفطية ..

لقد اكد الشيخ الغراوي ان هذه الاتفاقية ستجيز وضع اميركي في كل بيت عراقي .. ناهيك عن مصادرة السيادة الوطنية والارادة الوطنية والاستقلال والعمل على تمزيق العراق وطنا وشعبا وتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية بين ابناء شعبه الواحد.

ان ادارة الرئيس بوش ما انفكت تمارس الضغوط القاسية على الحكومة العراقية وعلى حزب الدعوة وحزب عبد العزيز الحكيم وعلى القوى المشاركة في البرلمان العراقي لاجبارها على تمرير هذه الاتفاقية ... كما انها تواصل سياسة التهديد والوعيد حينا وسياسة الترغيب والتلويح بالجزرة بدل العصا حينا آخر لعلهما يساعدانها على تحقيق اطماعها الاستعمارية في العراق، وجعله منطلقا لتهديد دول الجوار العربية والاسلامية وضمان الهيمنة لها ولاسرائيل في المنطقة.

ادارة الرئيس بوش تواصل تضليل وخداع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بمزاعم كاذبة تقول ان الوضع الامني في مختلف المحافظات والمدن العراقية قد تحسن وعاد الاستقرار اليها ولم يبق سوى تأمين الدعم المالي والاقتصادي من الدول المانحة ومن الدول العربية بصورة خاصة لاعادة بناء ما دمره العدوان الاميركي ...

وتتدخل ادارة بوش حتى النخاع في الاقتصاد العراقي وفي واردات ثروته النفطية .. وتعمل على توقيع اتفاقية نفطية مع الحكومة العراقية لضمان عملية نهبها للثروة النفطية العراقية لعقود قادمة ..

واللافت ان واشنطن وحليفاتها من العواصم الاوروبية والمنظمات الدولية وبخاصة منظمة الامم المتحدة تتدخل في الشأن العراقي وفقا لمصالحها في الوقت الذي تقف فيه معظم الدول العربية تراقب عن بعد ما يجري في العراق العربي دون ان تفكر في القيام بأي دور ايجابي ناجع في صالح وحدة العراق وطنا وشعبا وفي صالح انقاذه من الاحتلال الاميركي اللئيم من خلال العمل على تشجيع القوى الحية والفاعلة والمقتدرة العراقية على مناهضة الاحتلال والحيلولة دون توقيع اتفاقيات جائرة في صالح المستعمر الاميركي الطامع في خيرات وثروات العراق بل وفي ثروات الامة العربية بأسرها.