واضح اننا حين نتجه شمالا، فاننا لا نتفرج او نساهم فيما يجري من كوارث في سوريا، وان القوى الاقليمية والدولية الفاعلة في القطر الشقيق تعترف بحجم الاردن وثقله كلاعب رئيسي في المنطقة، فوزير الخارجية الروسي ينقل بالمشاركة مع زميله الاردني ان «هناك تنسيقاً عسكرياً بين القوات المسلحة في البلدين.. تغطي الجنوب السوري كله» .
وقبلها نسّقنا مع الولايات المتحدة فرابطت طائرات اف 16 وصواريخ باتريوت في قواعدنا الجوية الشمالية فالصورة لم تكن واضحة تماماً في اعوام 2012 و2013 والاساس في الحالين اننا نشارك في هزيمة الارهاب، ونصون حدودنا الشمالية والشرقية، فلا ننتظر وصول العدو الينا وانما نبعده دون اشتباك مكلف .
ننسق مع الروس، وننسق مع الاميركيين فنحن لسنا في جيب أحد، ولا نبيع مواقف.. ونفهم دون فذلكات طبيعة الصراعات الاقليمية والدولية، ونتعامل معها حسب حجم وثقل المرحلة .
وموقفنا في سوريا، او في العراق او اليمن او ليبيا له منبع واحد: القضية العربية، والحلف الازلي القومي،
وهذا ينطبق على واقع الصراع في فلسطين، فنحن الآن معنيون بمقدسات القدس الحرم الشريف والمسجد الاقصى والشخصية العربية للمدينة المحتلة.
والموقف الاردني ليس موقفاً ممدداً في الشارع، وتركيزنا ليس تحريرها من البحر الى النهر، وانما هو موقف قوي لأن السلام مرهون بمعاهدة، ولأن العالم معنا في التزامنا الاخلاقي والسياسي، ودون كلام كثير: فنتنياهو سيتراجع عن تهويد مقدسات المسلمين والمسيحيين، سيجد نفسه يقيم الحواجز بين الفلسطينيين واليهود، سيجد انه هو الذي يقسّم القدس .
هذا النقاش العبثي الذي نسمعه في الدواوين والمضافات لا يضيف شيئاً الى اخراج الوطن من الفوضى والمذابح والاحقاد، فالسياسة الواضحة لبلدنا هي الدائمة الثابتة المجدية، ومن يريد ان يكون داعشياً او أسدياً فله ذلك شرط ان يبقى هذا في الدواوين والمضافات فللاردن موقفه، وسياساته، وهي المواقف والسياسات التي جعلت له هذا الحجم وهذا الثقل في المنطقة
الأربح، ان تكون اردنياً .
الراي