البترا مهددة والكهرباء مبددة
د. فهد الفانك
25-10-2015 03:51 AM
-1-
قبل سنوات احتفلنا باعتبار البترا إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة ، وفي حينه تساءلنا: ماذا بعد هذا الفوز ، وكيف سيتم توظيف ما حدث لتحقيق نقلة نوعية في وضع البترا كنقطة جذب سياحي على نطاق عالمي.
القول بأنه لم يحدث شيء ليس صحيحاً فقد حدثت أشياء كثيرة بالاتجاه المعاكس لدرجة أن الفنادق التي بنيت في المنطقة مهدة بالإغلاق ، وبعضها أغلق فعلاً.
إذا لم يكن هذا كافياً فقد جاء اسم البترا ضمن لائحة المواقع الحضارية المهددة التي نشرتها المنظمة غير الحكومية «الصندوق العالمي للـُنصب في نيويورك». اللائحة تشمل المواقع المهددة لعام 2016.
لم تزدهر البترا بفوزها بلقب إحدى عجائب الدنيا الجديدة السبع بل أصبحت مهددة بسبب الإهمال وعدم توفر الموارد المالية والفنية وعوامل أخرى.
-2-
تقول شركة الكهرباء الوطنية أن استهلاك الكهرباء في الأردن خلال الشهور الثمانية الأولى من هذه السنة بلغ 12126 جيجا وات بزيادة 5% عما كان عليه في نفس الفترة من السنة الماضية.
وتدل أرقام دائرة الإحصاءات العامة على أن نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال النصف الأول من هذه السنة بلغ في المتوسط 17ر2%.
معنى ذلك أن استهلاك الكهرباء يرتفع بأسرع من النمو الاقتصادي ، وبالنتيجة فإن وحدة من الناتج المحلي الإجمالي في 2015 تستهلك من الكهرباء أكثر مما كانت تستهلك في العام الماضي بنسبة 8ر2% تقريباً. وهذا اتجاه عام مستقر منذ أربعين عاماً.
هذا يعني أن كفاءة الإنتاج تسير بالاتجاه العكسي ، وفي حين يتجه العالم إلى تقليل حصة الوحدة الإنتاجية من الكهرباء نتيجة سياسات توفير الطاقة ومنع الإسراف والفاقد فإننا نفعل العكس.
هذه النتيجة لا تفاجئ أحداً خاصة أولئك الذين يشاهدون بعض شوارع العاصمة مضاءة في رابعة النهار وأن مصابيح الشوارع تبدأ بالإشعاع قبل آذان المغرب ، أي قبل ساعة من الحاجة إليها.
لا أمل في إدارة الاقتصاد الأردني بكفاءة طالما أننا عاجزون عن توقيت الإضاءة وفق برنامج اوتوماتيكي يراعي بداية ونهاية الإضاءة في الاوقات المناسبة على مدار السنة.
الراي