ليست المرة الاولى التي يتعرض المسجد الاقصى المبارك لخطر الاقتحام والاعتداءات ، ولن تكون الاخيرة ، وان كانت الاخيرة هي الاشد ،

وفي كل مرة نشاهد ذات السيناريو من مظاهرات وهتافات والتوجه الى السفارة الاسرائيلية وتجمعات الطلبة داخل الجامعات واستغلال كل صلاة جمعة للتظاهر ..

والحقيقة الاولى ان مشاعرنا كلها مع القدس والمسجد الاقصى وفلسطين ،وهذا الامر لا يتطلب المزايدات ولا فن تنظيم المظاهرات والحشد في الصورة التي نراها ، وربما نحتاج الى اصوات عقلانية نتفق واياها على ان التعبير واجب والتظاهر حق يفرضه الواقع ، ولكن بدون تحديات واستفزاز ونسيان او تناسي الهدف الاساسي الذي نتظاهر من اجله الا وهو الوقوف بحزم الى جانب فلسطين .

ولكن وفي كل مرة يحدث امر صعب يتكرر نفس السيناريو مع تجاهل متعمد للدور الاردني التاريخي والمستمر في خدمة المسجد الاقصى والقدس وكل فلسطين ..

نعم اكرر تعمد تجاهل دور الاردن بل وانكاره دائما ،بل يذهب الامر الى ما هو اسوأ بالتعبير المقصود احيانا ضد هذا البلد ..

ورغم كل ذلك .. فلا حياد عن الدور الاردني صاحب التضحيات وصاحب الاعمار الحقيقي من اجل القدس من زمن الشريف الحسين بن علي الى يومنا هذا ..

لا زالت ارض فلسطين تحتضن الشهداء الاردنيين من جيشنا العربي ،

ولا زالت قوافل الخير والمستشفيات مستمرة

وحوالي الف موظف فلسطيني في داخل الاقصى هم جزء من وزارة الاوقاف الاردنية

والاعمار الهاشمي يتواصل ليس من اعمار المنبر الذي تخاذلت كل الدول عن اعادة بنائه وتصدى الاردن لذلك واعاد المنبر الى مكانه التاريخي

بل ورغم تجاهل منظمة المؤتمر الاسلامي المستمر ولجنة القدس فيها لدور الاردن في القدس في كل تقاريرها فان الاردن بقيادته الهاشمية يؤدي واجبه امام الله سبحانه وتعالى وامام التاريخ ومن منطلق قدسية وعروبة القدس ..

والامر يتجاوز الى الدفاع الاردني السياسي عن عروبة القدس وصيانة تراثها العربي الاصيل ..

وحين نتابع بعض المظاهرات نبحث عن التعبير الذي ينطلق اردنيا ومن قلوبنا وعواطفنا ومن روح تضحياتنا ومن واقع تاريخنا وما قدمه هذا البلد بلا منة .. فنعجز عن ذلك وكأننا نشعر ان هناك من ينتظر اي واقعة في داخل فلسطين ليفلت في التعبير عن دواخل غير سوية في نفسه لا تخدم القضية ولا تعبر عن اصالة الاردنيين ولا عن تضحياتهم ومشاعرهم الحقيقية .. ويستغل البعض هذا الموقف انتهازيا لصب جام حقده على الاردن

ربما نتهذب في التعبير وطرح الحقائق .. ولكن نشعر اننا جميعا بقدر التضحيات والمسؤوليات ، وقلوبنا مع فلسطين واهلها ومقدساتها سواء كنا في منازلنا نتابع عن كثب كل الاحداث او في احاديثنا وملتقياتنا مع ادراكنا لما هو ممكن وما هو خطير في تصنيف طلبات المتظاهرين التي تخرج دون وعي لاثارها وتصل فعلا الى حد خنق الشعب الفلسطيني واعطاء الفرصة للاحتلال ليفعل ما يريد ،دون ادراك اننا امام محتل لا يتردد في فعل ما يريد الاعمار الهاشمي واعادة بناء منبر المسجد الاقصى والانفاق الاردني اليومي للان على القدس ومقدساتها هو وجه من اوجه الخدمة الحقيقية والداعم الحقيقي لصمود اهلنا ، واعتقد ان صوت الشارع الاردني يجب ان ينطلق من الافعال الحقيقية الواقعية على الارض وتقدير هذا التاريخ من التضحيات والاستمرار في العمل وخدمة المقدسات ..

صمود اهلنا اسطوري وتضحياتهم مشرفة

ولم نسمع منهم كلمة واحدة خارج اطار التضحيات والافتداء

فهم نموذج في الخير والمشاعر الصادقة .