"الاخوان المسلمين" مشغلون هذه الايام بالتفكير بشغف ب"المسجد الاقصى" وفلسطين وما يجري هناك.
هذا النوع من التفكير يليق الان بحركة سياسية مكسورة تستعمل كل مدخراتها السياسية والعاطفية لتعود الى الواجهة المحلية، ولتخرج من تأبيدة أزمتها مع الدولة.
حراك الاخوان الاحتجاجي التصعيدي على الساحة الاردنية، ليس مجرد أمر شكلي عابر، أو مجرد حقن لغضب شعبي يرى بعين القلق و الاستفزاز ما يجري في القدس و الضفة الغربية المحتلة، فالامر غير قابل أن يطلى باي ادوات للاستهلاك السياسي والاعلامي التناحري التي يجيد الاخوان المسلمين انتاجه وتوظيفه.
فما يسعى اليه الاخوان هو الخروج من دائرة العزلة والتوحد والعودة الى الميادين والدواوير والشوارع، قواعد جماعة الاخوان وجماهير مؤيدها تدرك ظنا أن الزمن الان يسير لصالحها، ان ثمة فرصة لا يمكن أضاعتها، ولهذا فانها تحاول أستدراك اللحظة قبل زوالها، و خاصة ان الاحداث في فلسطين بدأت تعود الى مربع الهدوء.
اخوان الاردن لديهم حزمة من التنازلات، يختارون منها الاسهل والاسهل حسب تقديرهم، وهذا ما يبدو في موقفهم من قانون الانتخاب، للايحاء بانهم مقبلون على المشاركة في العملية السياسية، وهي حنكة أخوانية قديمة يجيدون لعبها مع الدولة، عندما تكون الاخيرة في عسر لتمرير أي شيء.
هندسة شق الاخوان : الجماعة والجمعية ، يبدو أنها ولدت مشلولة، ولم تعد قادرة على تشتيت التنظيم، فالجمعية مشلولة قانونيا، وربما أن الجماعة هي الاكثر فعالية، وكل ما جرى ليس مجرد" تنغيصات " لا توقض النائم من سرير نومه.
فكل محاولات اختراق التنظيم من الوسط الاسلامي الى زمزم وحتى جمعية الاخوان، خرجت من كهوف التنظيم ميتة على أقل تقدير .
الاخوان عادوا الى الشارع بمسيرات التضامن والنصرة للاقصى وفلسطين بذات ادوات وافكار الاستعراض الجماهيري التي يحاولون من عبرها أن يفرضوا ارادة حضورهم السياسي اردنيا ، هي عاطفة متفجرة للاقصى تحن لتقديم تنازلات أكبر حتى يلجوا الى مرحلة مختلفة في علاقتهم مع الدولة .