عمون - عد مسؤول في منظمة الصحة العالمية الاردن رائدا على مستوى المنطقة بمواجهة شلل الاطفال عبر استعداده المسبق قبل ظهور حالات للفيروس في الدول المجاورة وبعدها اذ لم يسجل اصابة بالمرض رغم العدد الكبير من اللاجئين على ارضه.

ودفع مسؤول فريق عمل وحدة شلل الاطفال لمنظمة الصحة العالمية الدكتور نعمة عابد في مقابلة لوكالة الانباء الاردنية على هامش لقاء مسؤولين من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الاطفال مع صحافيين واعلاميين من مختلف دول الاقليم عقد في بيروت السبت، ونظمته اليونيسف، بعدة اسباب ميزت الاردن في تقييم جهوده لمكافحة مرض شلل الاطفال ضمن سبع دول اخرى في الاقليم .

وقال في هذا الصدد ان الاردن تميز بنظام قوي وحساس للرصد الوبائي للشلل الاطفال وتحسن اكثر خلال فترة ظهور حالات بالمرض في العراق وسوريا اذ لم تظهر اي اصابة بالمرض رغم وجود اعداد كبيرة من اللاجئين المقيمين على ارضه اضافة الى توفر نظام رعاية صحية اولية يقدم خدماته على مستوى المراكز الصحية المنتشرة في مختلف محافظات المملكة.

وعن استعداد الاردن لمواجهة مرض شلل الاطفال اوضح الدكتور عابد ان الاستعداد كان سابقا لظهور حالات بالمرض في الدول المجاورة اذ نفذ حملة تطعيم وطنية شملت شلل الاطفال والحصبة والحصبة الالمانية شكلت مناعة مجتمعية فضلا عن وضع فرق تطعيم على الحدود مع سوريا لتلقيح اللاجئين وقت دخولهم .

كما شملت الاستعدادات قيام الاردن بإنشاء غرفة عمليات لوباء شلل الاطفال جعلها في حالة انعقاد دائم بإدارة وزارة الصحة وبالتعاون مع جميع المنظمات ذات العلاقة لتنظيم وتخطيط وتقييم ومتابعة الوضع الوبائي اولا بأول وفق الدكتور عابد الذي اشار الى ان الاردن الدولة الوحيدة التي اتخذت هذه الاجراءات الاستباقية والذي يعد مزية اضافية لجهودها في مكافحة الامراض والتصدي لانتشارها بشكل عام واستئصال شلل الاطفال بشكل خاص.

واوضح عابد ان الاردن حدد المناطق ذات الخطورة العالية للإصابة بشلل الاطفال وركز في حملات التطعيم على استهداف تلك المناطق اولا ثم تغطية بقية المناطق الى جانب برنامج التطعيم الوطني الذي لم يتوقف خلال حملات التطعيم ضد هذا المرض.

ولفت الى ان المجتمع الاردني يتميز بدرجة عالية من الوعي بأهمية التطعيمات الذي ظهر في مستوى الاقبال العالي في اثناء حملات التلقيح ضد شلل الاطفال.

وعن نسبة التغطية بالتطعيم خلال الحملات الثمانية التي نفذها الاردن ضد شلل الاطفال اوضح الدكتور عابد ان التقييم نفذته جهة محايدة لم تشارك بالحملات اظهرت نتائجها استفادة اكثر من 90 بالمئة من الفئة المستهدفة بالتطعيم وهي نسبة اكثر من مقبولة. واشار الى انه رغم قوة برنامج الترصد الوبائي في الاردن الا انه يعني من ثغرة بسيطة تكمن بحاجته الى اعداد اضافية من الكوادر البشرية المتخصصة بالصحة العامة في مجال الترصد الوبائي.(بترا)