شفافية المليك إزاء عتم التشكيك
02-06-2008 03:00 AM
[ساذجٌ .. قبل أن يكون ظالماً ، من تسول له سطحيته أن يوازن بين الكلمة و الفعل ، و الذي قد يتمادى في ظلمه أو قُل سطحيته في ترجيح كفة الأولى على كفة الثانية ، ما ينضوي تحت عنوان المستحيل أو ضمن معادلة العبث اللئيم ، إذ أن التخريجة البائسة الوحيدة أمامه كي يكون بمُكنته أن يجانب الصواب أو يجافي الحقيقة ، هي أن يلقم كفة الكلمة حجراً ثقيلاً ، و ذلك انتصاراً لمغالطة المعادلة المستحيلة ، تماماً مثلما فعل الشريك المجنون مع شريكه العاقل في تجارتهم البحرية في الحكاية المأثورة ، و مهما يكن فإن هذا النموذج الإنساني البائس هو أقسى بدرجات من الذين يصدق فيهم المثل الشعبي : ( أم الأقوال سبقت أم الأفعال ) !
غير أن هذا النموذج قد لا يعنينا كثيراً في هذه المقالة / المرافعة ، إذ هو و قياساً إلى ما سنداخل به ، تالياً ، لا يعدو أن يكون مجرد حاطب ليل لا يعود إلا بخرط القتاد ، بل لعل شأنه في أحسن الأحوال هو شأن زامر الحي الذي لا يطرب ، الذي يعنينا .. مباشرة ، و بمظهره الصارخ ، هو الذي يفّح بكلمه العتموي ، في وجه الفعل العزموي / الإنتمائي .. حتى النخاع ..
و أصحاب هذا الضرب من النهج التشكيكي ، في بلدنا الطيب بخاصة – و في الأمتين بوجه عام ، هم الذين يتمادون في غيّهم التسطيحي ، عداءً و فحيحاً ، حين يذهبون بعيداً بعيداً في فيافي صدورهم المسكونة بالنكران للوطن ، وفي قفار ما تحت فروات رؤوسهم الملأى بتجارة الشعارات الجوفاء و التهم الشوهاء ، الضاجة حناجرهم ، لكن فقط في الصالونات و خلف الكواليس ، بالذي يمليه عليهم مخيالهم المريض ، ما يتقاطع ، شكلاً و مضموناً .. جملةً و تفصيلاً ، مع الصالح العام و المصلحة العليا للدولة الأردنية الماجدة ..
حين يقطعون .. أيضاً ، شوطاً مستحيلاً و شأواً ممنوعاً و خطاً حراماً ، فيُقوّلون الذوات الطيبين من أبناء الأردن الغيارى في السلطتين الموقرتين ، السلطة التشريعية أي رئيس و أعضاء مجلس النواب من مُمثلي الشعب المُنتخبين ، و السلطة التنفيذية : رئيس وطاقم حكومة جلالة الملك المعظم ، بل و يُقوّلون أيضاً جهات معنية أخرى عسكرية و أمنية مشاركة في صنع القرار ما لم يقولونه ..
من هنا .. ووفقاً للذي آنفت ، أراه بائساً .. متهافتاً ويائساً ، يجب أن يبقى قابعاً خلف حائط المستحيل الرابع ، و مع ذلك يحاولون .. فاشلين ، في البدء و في المنتهى ، إحيائه ، بلا جدوى ، فإخراجه ، و لا حتى من بصيص جدوى ، من ثلاجة الموتى ولا ميت ، فالجثة رماد و متعفنة منذ أبد أبيد ، و ضالتهم الوحيدة هي مدفن العبث ، والعبث السيزيفيُ بهم موجود ولهم أكيد !
و أعني بذلك كله .. و بمنتهى الصراحة ، قوّلانهم التشكيكي ، عبر تطاولهم العصابي المريض – المتهافت .. مبتدأً ، الخائب .. خبراً ، المستحيل .. إعراباً .. في نهاية المطاف ، على الإهاب السنيّ لخطاب جلالة الملك السامي ، سياسياً .. اقتصادياً و اجتماعياً .. و إنسانياً بالتالي ، و كان جلالته .. ووفق غير مصدر مؤكد وموثوق ، قد أسرّ بذلك وأبدى إمتعاضه الشديد منه ، و ذلك في لقائه التاريخي الهام الأخير بدار رئاسة الوزراء ( الاثنين 26/5 ) ، غداة خطاب وحفل الاستقلال ( الأحد 25/5 ) في الديوان الملكي ، مع رئيس الوزراء و رئيسي الأعيان و النواب و بعض رؤساء الوزارات السابقين ، فضلاً عن بعض القيادات المخابراتية العسكرية والأمنية المختلفة ، ورؤساء اللجان النيابية وبعض المعنيين والتنفيذيين في الدولة ، ولولا أن جلالة الملك هو نفسه قد أشار .. و بهذا المعنى ، إلى هذه الفِرية الخائبة والفاشلة في آن معاً ، المردودة بحمد الله والمرتدة بالمحصلة سمومها إلى صدور هؤلاء التشكيكيين الزعافية ، لما كانت هذه المداخلة و لما جاءت أصلاً في إهاب المرافعة المتواضعة هذه ، و ... لنا عودة !]
Abudalhoum_m@yahoo.com