في كل يوم تطالعنا الاخبار العالمية بانجازات علمية وترشيحات لأردنيين اكفاء أملا في تبوؤ مراكز عالمية، علمية كانت او رياضية اواجتماعية واممية، تساهم في الارتقاء بالأداء العالمي ان كان على صعيد الرياضة العالمية (الفيفا) او بترشح احد مواطنينا لجائزة نوبل في مجال الفيزياء اوبقيادات لشبابنا الكفؤ لمنظمات الامم المتحدة الشبابية والسياسية والحقوقية والطبية والعلوم الحياتية الاخرى وغيرها الكثير.
ونظرا لعظيم التحدي ولأهمية هذا الدور البارز لإنجاح هؤلاء المبدعين لم يعد بالإمكان العمل من خلال الفزعة لمحاولة انجاحهم لان العمل الفردي الخالي من القدرة الى الوصول الى قناعات هؤلاء بشكل مؤسسي وحرفي مدروس يعمل على خسارة المنافسة و نظرا لأهمية مساهمات هؤلاء المبدعين لواقع مجتمعاتهم المحلية في ابداعاتهم والعمل على دفع المؤسسات العالمية لتقدير دولهم من خلال تميزهم هذا، لابل واسهامهم الحضاري في السعي لوأد الصورة النمطية عن الغلو والتطرف الذي يجتاح عالمنا العربي والعمل على ابراز نمطية العلم والرقي لإنساننا الاردني وعظمة طموحه العلمي والتعليمي الذي يجعل من كل مواطن عاملا وساعيا ومنذ نعومة اظفاره الى التميز العلمي املا في مساهمته العالمية في اداء يسعى به لسعادة البشرية جمعاء ، بعد ان ساهم ببناء قدرات مجتمعه المحلي في الاربعينات والخمسينات من القرن الحالي ، الى المساهمة برفعة الاوطان العربية في الستينات والسبعينات من نفس هذه الحقبة والى العالمية في اواخر التسعينات ولغاية الان وللاسف من دون وجود مؤسسة قادرة على تبني خطة طريق تعمل على ايصال هؤلاء المجتهدين الى الفرص التي تليق بهم ،ففي عصرنا الحالي وفي ظل دور الإعلام وتكاملية القرار السياسي والدبلوماسي والاعلامي والاقتصادي نطمح الى مأ سسة هذا العمل من خلال وجود مؤسسة قادرة على تبني الابداع والمبدعين ، ديدنها وقوتها من قدرتها على تذليل العقبات واجتراح الحلول امام كل المبدعين ، كون تميز وانجازات هؤلاء المبدعين سينعكس برخاء مجتمعاتنا و يكون لنا بيدقا لنجاحنا في تذليل العقبات وفرض احترامنا بين الامم ، ونبراسا قاطعا في وأد الصورة السائدة عن التخلف والغلو للعروبي والمسلم ، فابداعنا ووسطيتنا وانسانيتنا تتجلى من خلال عظم وحرفية هؤلاء , فلا يكفي نظام الفزعة المؤقته لدعم هؤلاء ، وانما علينا القيام بانشاء مؤسسه قادرة على صهر القدرة الاعلامية والدبلوماسية والإقتصادية وعلاقاتنا المميزة بدول العالم املا في طرح منهجي و من خلال تحشيد قدراتنا وطاقاتنا لضمان وصول ابنائنا المبدعين للعالمية و ضمن عمل مؤسسي قادر وفي ظل هذا الإصلاح والإنفتاح الذي ارتضيناه نهجا ومأسسة وقوننة لمجتمعنا وخاصة من خلال طرح قانون الانتخاب الجديد وقوننة اللامركزية الراقية التي تسعى الإستقلاليه التي ارادها راعي الوطن لمواطنيه (مقالتي السابقة اللامركزية) والتي يطمح بها كل محب لوطنه ومدرك لنجاعة واهمية الديمقراطية في استقرار كينونتنا الوطنية ورفعة شأن الوطن.
ولكي لا ابقى في الجانب النظري من الموضوع ونظرا لما يتمتع به بلدنا من معاهد ودواوين ومؤسسات اقليمية عريقة كالمعهد الديبلوماسي ومؤسسة مكافحة الفساد وديوان المحاسبة ومؤسسة جائزة الملك عبدالله وغيرها الكثير ، ارى ان نحث الخطى للعمل بدفع قانون الى مجلس النواب لقوننته، يؤطر الى انشاء مؤسسة المبدعين الاردنيين لابل العروبيين (ان سمحت الإمكانيات) فبلد جيشه عربي وانتماؤه عربي يقدر على ان يرعى ويؤطر لمؤسسة المبدعين العرب كي ينصهر من خلالها عمل الاعلامي الكفؤ والديبلوماسي المحنك واصحاب القدرات المالية والاقتصادية ، لمأسسة هكذا عمل للولوج بالمبدعين الى العالمية طمعا ان نرى وطننا متألقا دائما وابدا والله الموفق .
الراي