تمر اليوم الذكرى السابعة والثلاثون لتأسيس (الرأي) وبهذه المناسبة لن أستطيع أن أغير الكثير مما قلته في العام الماضي من استعراض لمسيرة (الرأي) وانتقالها من دائرة حكومية إلى شركة خصوصية ثم إلى شركة مساهمة عامة. ولا حاجة بي لأن أذكر المحطات التي اجتازتها ، والجنود المعلومين والمجهولين الذين أسهموا في نموها ، حتى أصبحت الصحيفة الأم التي تمثل الوطن ، فكل هذا معروف وموثق.
لا يلزمني المرور على إنجازات الماضي وخطط المستقبل ، والاعتزاز بالموقع الذي تحتله (الرأي) اليوم ، بحيث أصبحت تصنع الكتاب قبل أن يصنعوها ، وترتقي بهم قبل أن يرتقوا بها ، ولا عجب فهي مؤسسة تزيد كثيراً عن مجموع الكفاءات التي تضمها.
(الرأي) صحيفة الوطن ، وكتابها يجتهدون ، ولكنهم لا يتلقون تعليمات من خارج المؤسسة ، وبالرغم من غزارة الإعلانات فإن حق القارئ في المادة التحريرية محفوظ بحيث لا يقل عن 30 صفحة ، والإعلانات هي التي تمكّن المؤسسة من إيصال النسخة إلى القارئ بثلث كلفتها الفعلية ، واجتذاب أفضل الكتـّاب ، ودفع أعلى الرواتب والمكافآت. وليس سراً أن من لا ينشر نعيه في (الرأي) لم يمت أو لم ينتبه لوفاته أحد ، فهي الصحيفة التي يقرأها الجميع ، إنها أهرام الأردن.
(الرأي) صحيفة تعددية ، تضم كتـّاباً من مختلف الاتجاهات والمشارب ، فهي منبر مفتوح ضمن ثوابت الوطن ، يتسع للرأي والرأي الآخر ، وتلتقي على صفحاتها اتجاهات وطنية وقومية وإسلامية ، يمينية ويسارية ووسطية ، فنحن لا نخاف من الرأي الآخر ونثق بالقارئ.
أخيراً وليس آخراً فإن (الرأي) ليست صحيفة فقط ، بل شركة ناجحة ورابحة أيضاً ، تملكها أكثر من نصف مليون عائلة أردنية من خلال مؤسسة الضمان الاجتماعي ، التي تملك 55 بالمائة من أسهمها كاستثمار ولا تتدخل في التحرير ، إلى جانب أكثر من ألفي مساهم. وهي نموذج للشركة الناجحة والشفافة والنظيفة إدارياً ومالياً بفضل ولاء القراء وإقبال المعلنين ونشاط ومهنية العاملين.
أما أفضل أعداد (الرأي) فلم يصدر بعد ، وأما أفضل أيامها فما زالت أمامنا.
معظم هذا الحديث قلناه من قبل ونعيده اليوم.