اصطلاح المعارضة (المعتدلة) يقصد به تبرير دعم المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح ، فليس في سوريا معارضة بالمعنى المتعارف عليه ، وإن وجدت فليست معتدلة.
المعارضة حق للمواطنين وتعتبر جزءاً من النظام ، ولكن ما يسمى معارضة في سوريا جاء من ثمانين دولة ، فهل يجوز لغير السوريين أن يعارضوا في سوريا؟.
أما الاعتدال فهو خرافة ، فمن يحمل السلاح ضد الدولة ، ليس معارضاً بل متمرداً ، وليس معتدلاً بل متشدداً ؟ المقصود بالاعتدال في هذا السياق هو الإدعاء بأن بعض المنظمات المسلحة العاملة في سوريا مثل النصرة وجيش الفتح مقبولة وليست إرهابية وتستحق الدعم.
اصطلاح (معارضة معتدلة) تم ابتداعه لتبرير تقديم السلاح إلى الإرهابيين بحجة أنه مخصص للمعتدلين. وليس من قبيل الصدفة أن ما أرسلته أميركا إلى معتدليها في سوريا وصل إلى أيدي داعش والنصرة ، فهما المقصد الحقيقي لشحنات السلاح.
أما الذين تدربهم أميركا في تركيا بحجة محاربة داعش ودعم المعارضة المعتدلة فلم يترددوا في تسليم أسلحتهم الأميركية إلى داعش والنصرة ، والانضمام إليها فور دخولهم الأراضي السورية ، مما يعني أن أميركا تدرب وتسلح داعش والنصرة تحت عنوان (المعتدلين).
في الأخبار أن أميركا قررت أن ترد على التدخل الروسي بتزويد المعارضة (المعتدلة) بأسلحة نوعية تسلمها إلى ما يسمى الجيش الحر الذي لا وجود له على الأرض ، ولكنها تحسن صنعاً إذا اختصرت الطريق وأرسلت أسلحتها النوعية إلى داعش والنصرة مباشرة.
استغرب المراقبون وجود مئات السيارات ذات الدفع الرباعي تويوتا موديل 2015 لدى داعش ، وأجرت وزارة الدفاع الأميركية تحقيقاً لمعرفة المصدر ليتضح أنه مصدر أميركي رسمي أرسل السيارات إلى المعارضة (المعتدلة) لتصل مباشرة إلى داعش.
ما زلنا نذكر الصمود الأسطوري لعين العرب (كوباني) وفشل حملة داعش في اجتياح المدينة المحاصرة ، مما دفع أميركا لإسقاط الأسلحة من الجو باسم دعم صمود الأكراد في كوباني ، ولكن الأسلحة سقطت (خطأ) عند مقاتلي داعش!!.
لا يستبعد البعض قيام أميركا بتزويد معارضتها (المعتدلة) بصواريخ ستنجر لإسقاط الطائرات الروسية ، كما فعلت في أفغانستان عندما زودت مجاهدي القاعدة بهذه الصواريخ واستعملوها لإسقاط طائرات مدنية.
إسقاط طائرة روسية –إذا حدث- سيكون عملية أميركية ، ولكن في هذه الحالة ستسقط طائرات أخرى غير روسية.
الرأي