الموقف الأميركي من تدخل روسيا في سورياد. هايل ودعان الدعجة
19-10-2015 01:56 PM
بغض النظر عن طبيعة التفسيرات او التحليلات التي تناولت التدخل الروسي في سوريا، فان ذلك لا يمنع من وصف ما يجري بالحدث المفاجئ والمحير في ظل تدهور علاقات روسيا مع الغرب على خلفية ضمها لجزيرة القرم وتدخلها في شرق أوكرانيا . ما يضع هذا التدخل امام احد احتمالين، اما انه جاء بتوافق وضوء اخضر أميركي او انه جاء بقرار روسي بحت . ان ما يجعل الإدارة الأميركية تمضي في الاحتمال الأول وتدخل في توافقات وتفاهمات مع الطرف الروسي، ادراكها بان الازمة السورية تسير بالاتجاه السلمي، وان روسيا تمتلك من الأوراق ما يجعلها قادرة على الدفع بالنظام السوري بهذا الاتجاه، بعد انجاز مهمتها العسكرية مع الأطراف المسلحة الأخرى، وهي المهمة التي تصب في خدمة الأهداف الأميركية، دون ان يخوض جيشها حروبا جديدة او تدفع اكلافا مادية او بشرية، طالما ان روسيا تتولى محاربة تنظيم داعش والتنظيمات المسلحة الأخرى نيابة عنها . وبالتالي جرها وتوريطها في المستنقع السوري، كما تورطت في أفغانستان واستنزافها عسكريا ، خاصة اذا ما اضطرت لدخول حرب برية او طال امد تدخلها غير المحدد بسقف زمني في ظل السعي الاميركي الحفاظ على توازن القوة بين الأطراف المتحاربة . الى جانب إمكانية التحاور مع روسيا والجلوس معها على طاولة المفاوضات لبحث عملية التسوية السياسية بعد ان يصبح ملف الازمة بيدها، بدلا من التحاور او الجلوس مع النظام السوري . وكذلك احتمال تقليص النفوذ الإيراني في سوريا لصالح روسيا، ما يؤدي الى اثارة الخلافات بين الطرفين نتيجة عدم ارتياح ايران لهذا التدخل. دون ان نغفل بان تحالف روسيا مع ايران وسوريا وحزب الله والمليشيات الشيعية في المنطقة، قد يثير حفيظة الجماعات الإسلامية المعتدلة والدول الإسلامية السنية في المنطقة ضدها، ما يجعل هذه الجماعات توجه بوصلتها الحربية باتجاه روسيا، ويمنح الإدارة الاميركية فرصة ثمينة لخلق فوضى جديدة من خلال اذكاء نيران الطائفية في المشهد الإقليمي، تماشيا مع سياستها القائمة على الفوضى الخلاقة مع إبقاء خيوط اللعبة بيدها .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة