أراقب بإهتمام، ما يحدث في فلسطين ... كانت المرة الأولى أمس والتي أشاهد فيها جنديا إسرائيليا (بجدولة) ... واخر بلحية.. واخر (مسحول) لا يعرف هل يحمل البندقية أم البنطال... والغريب أنهم كلما شعروا بأن فلسطينيا يحمل سكينا ...يتجمهر ما لا يقل عن (200) جندي ناهيك عن المروحيات , وحرس الحدود والشرطة والإستخبارات والكوادر الطبية.
كم أنت كبير يا وطني.. فعلا الأردن عظيم وكبير، فنحن (هوشة) بسيطة في المسلخ أو (الحسبة) ..يتم إستعمال (القطاعات) وأحيانا المسدسات , وقد يتطور الأمر ويحضر فتحي (كلشن كوف) وتحدث فيها رمايات ...تحتاج أحيانا (لأربعة) من الدرك كي يقوموا بفض النزاع واعتقال أطراف الهوشة ...وأكبر رتبة في الموقع تكون نقيب , وفي اليوم الثاني تبث المواقع خبرا مقتضبا عن الهوشة..
أنا أسأل , برسم السؤال ليس إلا ..يا ترى لو أحضرنا جنود جيش الدفاع لفض (هوشه) في (الحسبة) ماالذي سيحدث مع (أبو جدولة ), حين يرى (القطاعات) ؟
نحن أصلا نعتبر استعمال (الموس) في هوشة , أو حتى السكين أمرا تافها ...فهي تحتاج لدورية شرطة ...مكونة من اثنين , وسيقومان بفضها وتحويل أطرافها للمحكمة ...
كم أنت كبير يا وطني.. جيش يمتلك (220) قنبلة نووية، و(4000) دبابة من نوع (ميركافا) ...و(1600) طائرة من أحدث الطائرات في العالم ...وسكين في يد مراهق فلسطيني تقوم بهزه وإرعابه ...
نحن اصلا في المسيرات , إذا لوح أحدهم بسكين , فالشباب سينظرون للأمر على أنه مزحة ...في إسرائيل , ينبطح الجميع في الأرض , ويبدأ الصراخ ...والحوامات تبدأ بمسح المنطقة ...وتحضر الكلاب , ويبدأ التحقيق ...
سؤال ...ماذا لو استعمل الفلسطيني (شفرة) ..؟ أظن سيحضرون فريقا للمهمات الخاصة , وسيبدأ التحقيق من تحديد نوع الشفرة هل هي (تمساح) أم (جيليت) وربما سيسحب جيش الإحتلال بأمر دفاع جميع الشفرات من دكاكين القدس ...والأخطر , أن وزير الدفاع سيتدخل شخصيا ...وسيعرض الشرفات التي استخدمت في مؤتمر صحفي وسيتهم أبو (مازن) ...ويتم اعتقال وكيل (جيليت تو) في الضفة الغربية ...
كم أنت كبير يا وطني , نحن أصلا ...هوشة مراهقين في حي عادي , يستعمل فيها ما لايقل عن (34) موسا متعدد الأغراض , وسكين في يد فلسطيني تأخذ صدر النشرة من أخبارهم وبياناتهم...
الفلسطيني لا ينتج ثورة فقط , هو يعري جبنهم وتفاهتهم ...وحجم خوفهم ...فعلا جيش (هامل) ...ولكن المشكلة ليست فيه , بل فينا نحن ...الذين تعاطينا مع جيشهم وعلى مدار (50) عاما على أنه جيش لايقهر ...
(أنا نفسي امسك أبو جدولة بس)
الرأي