سكاكين الاحتجاج وصلت ألمانيا، وطالت هنرييت ريكر، المرشحة لعمدة كولون، المدينة الأحب إلى القلب، والمطعونة هي من حزب السيدة ميركل، وتتمتع بتأييدها.
السكاكين ليست ابتداع الفلسطينيين في الاحتجاج، إنها متاحة في كل بيت ولهذا هي سهلة الاستعمال وشبه مجانية، ولا تحتاج إلى السلاح الأميركي أو الروسي. ولا إلى المليارات من الدولارات لشرائها.
والمحتج الألماني قد لا يكون عضواً في حزب يميني ممنوع، وقد يكون، ولكنه يدافع عن وطن يعتقد أن الأجانب اللاجئين يختطفونه منه. وكان زائر كولون يجد حول «الكاتيدرال» مئات من الذين هربوا من جحيم يوغسلافيا السابقة وحربها الأهلية، يفترشون الشوارع، ويضعون أمامهم أي شيء يتسع لبعض الماركات التي قد يلقي بها المارون.
والسيدة ميركل التي تحدثت عن 800 ألف لاجئ.. وأحياناً إلى مليون ونصف المليون، مسؤولة عن الطعن في كولون، وعن احتجاجات كثيرة الأساليب من جماعات عاطلة عن العمل وخاصة في شرق ألمانيا، ومن الذين يعتقدون أن هؤلاء اللاجئين ليسوا طالبي حرية وديمقراطية، وإنما هم لاجئون اقتصاديون يبحثون عن حياة أفضل في بلد بناه غيرهم وجعله غيرهم واحة ازدهار، فالعاطل عن العمل قد لا يجد من يهتم بمسكنه، وخبز أولاده كما تهتم السيدة ريكر المطعونة.
لقد احتمل الالمان الخارجين من رماد الحرب الثانية ثمانية ملايين لاجئ ألماني جاءوا من الشرق، ثم احتملوا بعد ان بدأت ألمانيا تتنفس موجات من الإيطاليين، والإسبان واليونان.. وانتهت بالموجة التركية.. وتعدادها الآن مليونان ونصف المليون، وهم لم يعودوا كما عاد الأوروبيون الى بلادهم التي اصبحت قادرة على استيعابهم، وإنما اصبحوا من أهل الدار.
على الصهيونيين ان يفهموا ان الاحتلال يستدعي الاحتجاج.. والاحتجاج لا حدود له.. ويفهموا ان القدس ليست لهم وان مسجدها ليس لهم. وانهم لا يستطيعون الغاء اقامة الفلسطيني من القدس ولا هدم داره، ولا اغتصاب ارضه وزرعها بالمستوطنات.
لا احد يناقش الصهاينة بتوراتهم، ولكنهم لا يستطيعون فرضها على العرب والمسلمين، وارغامهم على القبول بترهاتها، واساطيرها. وتقديم وطنهم «لشعب الله المختار»، فالله الذي تعرفه البشرية لا يختار بضعة ملايين ليكونوا ابناءه، ويطرد أهل الارض.. لانهم ليسوا من الابناء.
السكين احتجاج، والارهاب هو قتل الاطفال في شوارع القدس والخليل.
الرأي