رُغمَ أنَ بطريركية الروم الأرثوذكس المَقدسية لم تَنشر حتى الآن على مَوقعها الالكتروني قَرارات المَجمع المُنعقد بتاريخ 6 أكتوبر 2015، الا أن الأخبار الإيجابية تَتوارد من البطريركية لِمن يَستفسر حَولها.
• فقد تَم إعتماد دَير السَيدة العَذراء يَنبوع الحياة – دِبين، ديراً بطريركياً كسائر أديرة الكُرسي الأورشليمي، أي أن الدَير يَتبع بَطريرك القدس مُباشرة كَما تَم الإقرار بأن الأرشمندريت خريستوفوروس عَطالله هو الأب الروحي للدير كَونه مُؤسس الدير وبانيه وراعي أخويته، وفي الوقت ذاتِه تم تَسمية الراهبة إيرينيه عويس أماً رئيسةً للدير، ومَصادر المَعلومات من داخل البطريركية تقول بأن في المَجمع المُنعقد ذاته قيلَ كلاماً يَحملُ مِن الثناءِ والتقدير الكثير لجهودِ الأرشمندريت خريستوفوروس عطالله في حَقل الحَياة الروحية.
وفي السِياق ذاته
• تمَ نقل الأب المُتوحد أثناسيوس قاقيش من كَنيسة القديس جاورجيوس في جرش الى كنيسة رقاد السيدة العذراء في جبل التاج – عمان وكان يوم الأحد 18.10.2015 أول قداسٍ له هُناك، وعلى ما يبدو تم ضم الأب المُتوحد أثناسيوس قاقيش الى أخوية القبر المقدس.
• أخبار أخرى حَول دَعوة الراهب المبتدأ بايسيوس مدانات الى دير القديس يُوحنا المَعمدان في المغطس لفترة تَجريبية، وهذا عرفٌ في جَميع الأديرة الأرثوذكسية وهو الآن هُناك حيثُ إستقبله المُطران فينذكتوس.
من وجهة نظري الشخصية لا أجد في هذه الخُطوات إلا ما هُو طيب كبداية ومَدعاة للتفاؤل بِما هُو قادم، فالجُهود السَابقة التي دَفعتها الرعية العربية الأرثوذكسية والمُؤسسات والهَيئات الأرثوذكسية لأجل القضية الأرثوذكسية وما تُمثل من حُقوق ومَطاليب تاريخية للرعية لم تَذهب أدراج الرياح، كما أن نَجاح الشباب العربي الأرثوذكسي في جَعل القضية الأرثوذكسية التاريخية قَضية رأي عام، كانَ سبباً لأن نُطل اليوم على مَشهد كنسي إيجابي سَبقتهُ فترة تَهدئة وسَكينة أعطت مَجالاً لكل الأطراف في تَقييم المَشهد المُتأزم.
الرعية كانت طالبت بالاعتراف علناً بدير السَيدة العذراء في دبين كأول دير أرثوذكسي في الأردن والآن صارَ الديرُ ديراً بطريركياً، وفي ذاتِ السياق طالبت الرعية البطريركية باحترام وحِفظ مَكانة الأرشمندريت خريستوفورس عطالله كمؤسس للدير وتَمكين أخوية الدير الرهبانية، فجاء قرار تَسمية أم رئيسة للدير والتثنية على شَخص الأرشمندريت خريستوفورس عطالله كأب روحي للدير، أما عن نَقل الأرشمندريت أثناسيوس قاقيش الى أبرشية فيلادلفيا (مُطرانية عمان) فهذهِ تَصب في صَالح المُطرانية كمؤسسة ورَعيتها الكبيرة خاصة أن كنيسة التاج قد مَضت عليها سنوات بدون كاهن ثابت، دير القديس يُوحنا المَعمدان في المغطس لم يَغب عن رُؤية الرعية العربية الأرثوذكسية التي تَبرعت بِبنائه وطالبت مُنذ اليوم الأول بأن يكونَ ديراً فاعلاً مُفعماً بالحياة الرهبانية، والآن يأتي القرار بِدعوة راهب عربي أردني لأن يبدأ مِشوارهُ في ثاني دَير أرثوذكسي في الأردن وما هذهِ الخطوة إلا نُواةً للحياة الرهبانية الأرثوذكسية التي تَعود من جَديد إلى المَغطس بَعد إنقطاع مئات السنين وهذا سَيدعم بشكلٍ مُباشر السياحة الدينية في الأردن وهي مُعادلة ليست بالبسيطة في مِيزان السياحة.
هذه القرارات في ظُروفها الحالية أجدها خُطوة مُهمة تَقدمَ بها البطريرك ثيوفيلوس بإتجاه الرعية التي شَعرت في فترات بالغربة، قد يختلف مَعي البعض ويرى بأن هذه القرارات شكلية ولكنها رِسالة مُبشرة بالخير وأتمنى أن تكون مُقدمة لتطوير مَلحوظ في سِياسة البطريركة عموماً فالطموح النابع عن الغيرة كبير، والقضية الأرثوذكسية تحملُ الكثير من الملفات الصعبة ومنها المُعقدة مِثل تفاصيل أوقاف كنيسة القدس والوضوح في إدارة أملاكها، المحاكم الكنائسية، المدارس، المعاهد الاكليريكية، فقراء الرعية، الحد من الهجرة، تفعيل نظام الأبرشيات، سِيامة أساقفة مُستحقين من صُلب الرعية عرب وغيرها هذه كُلها قضايا ليست سَهلة في ظروف الاحتلال الاسرائيلي ولكن قد تُحل بِوجود القرار البطريركي السليم والنية الصادقة للتغير والتعاون الكامل المَقرون بالدعم من قبل الرعية.
البَطريرك في هذه القرارات لم يُقدم مُبادرة إيجابية فقط، بَل قَطع الطريق على البَعض من أصحاب الفِكر المُشوه إن كانواعِلمانيين أو إكليريكيين الذين لعِبوا دوراً سلبياً بين الراعي والرَعية بكلِ أسف، فكانت قَرارات هذا المَجمع الرد المُناسب، وفيها فُسحة منَ الأمل لمُستقبل أفضل إن شاء الله.