العالم العربي خير مقصد للسياحة العسكرية العالمية
شحاده أبو بقر
17-10-2015 06:42 AM
دون سائر دول الارض، تميز عرب هذا الزمان وتفردوا بأن تمكنوا وبامتياز، من جعل بلادهم افضل وجهة للسياحة العسكرية العالمية، فسورية والعراق اليوم، هما البلدان المفضلان عالميا وللقوى الإقليمية والدولية الكبرى بالذات، لإرسال جنودها وطائراتها ومختلف انواع الاسلحة فيها للإستجمام، وبالتنسيق في ما بينها خشية وقوع حوادث خطأ قد تفسد سياحتها تلك وتعكر صفو العلاقات الثنائية بينها.
روسيا وقد أوفدت جنودا وطائرات ومعدات، تدعو اميركا للتنسيق تجنبا لحوادث مؤسفة بين طياريها ونظرائهم الاميركان في اوقات التنزه المشترك في اجواء سورية العربية، وروسيا ذاتها تفتح خطا مشتركا مع إسرائيل، لابل ويجري الطيارون الروس والإسرائيليون طلعات وتمرينات مشتركة في أجواء سورية العربية، ولاحقا في أجواء العراق إن لزم، وعلى نحو يحول دون وقوع حوادث خطأ قد تفسد عليهما سياحة مشتركة في أجواء وفوق رؤوس العرب، ولا تنسى روسيا ذاتها دعوة تركيا لتنسيق مماثل للغرض ذاته، وهو تجنب حوادث الخطأ حفاظا علي الطيارين والطائرات في ساعات التحليق والتسلي والتمتع في اجواء العرب، فتركيا دولة مجاورة لسورية، وقد يخطئ الطيارون الروس ويخترقون مجالها الجوي، وإيران القوة الإقليمية المستجدة يصول جنودها ويجولون في سورية والعراق، يمارسون هواية السياحة العسكرية مقاتلين وخبراء، ولا تنسى إيران بإنسانيتها الطاغية، ان تتيح الفرصة لفقراء الارض بالقدوم من كوبا وكوريا الشمالية وغيرهما لقضاء اوقات سياحة قتالية في سورية وعلى نفقتها, هذا فضلا عن تحريض ودعم بعض اتباع مذهبها على حكم اليمن او حرقه، وحكم لبنان او حرقه، أما أوروبا فتمارس سياحة عسكرية خجولة في سماء العرب تقديرا لحق الجيرة، وبخاصة انها سياحة مجانية لا يتقاضى العرب أي مقابل مادي لها، وهم سعداء بهدر دمائهم وقتل اطفالهم ونسائهم وتشتيت شمل الكثيرين منهم لاجئون يتضورون ذلا وجوعا في طول الكوكب وعرضه.
عليك صلوات الله وسلامه يا رسول الله، وقد أخبرتنا قبل الف واربعمائة عام بهذا الحال المزري، إذ قلت، توشك ان تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، وعندما سئلت أمن قلة يا رسول الله قلت، لا بل أنتم كثير, ولكنكم غثاء كغثاء السيل.
بالمناسبه، عندما قرر الإخوة الفلسطينيون العودة إلى خيار مقاومة المحتل الجاثم على صدورهم، إختصروا عقودا من التفاوض العبثي الذي طمأن الإسرائيليين تماما طيلة تلك المدة إلى أن لا شيء يرغمهم على التنازل عن شبر من الارض، واليوم، يتسول نتنياهو العودة للتفاوض، تحت وطأة عدة طعنات جعلت كل مستوطن ومحتل يعيش الرعب على حقيقته، عندما تيقن من حقيقة ان اصحاب الحق لم ولن يتنازلوا عن ذرة منه ابدا ابدا.
وعودا إلى السياحة العسكرية العالمية في بلادنا العربية، فهناك من يقترح إن جاز الإقتراح، ان تتوجه الشعوب العربية كلها وعن بكرة ابيها، إلى فلسطين وسورية والعراق واليمن ولبنان سيرا على الاقدام في موعد واحد، وان تطلب قبل يوم من رحلتها من كل عسكري ومسلح اجنبي غير عربي، مغادرة هذه البلاد فورا، وبالذات روسيا وإيران واميركا ويهود وغيرهم، فالعرب أحق بالسياحة في بلادهم المعترف بها دوليا وإنسانيا وتاريخيا أنها بلاد عربيه.
هو إقتراح خارج المألوف الذي صار في هذا الزمان مألوفا ومألوفا جدا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هو من وراء القصد.