عملية استهبال عملية سلام!
طارق مصاروة
17-10-2015 05:15 AM
اذا كان السيد كيري يعتقد أن الفلسطينيين يمارسون «الإرهاب» في احتجاجهم الدائم على الاحتلال، فلماذا لا يرسل طائرات اف16 للمساهمة في «القضاء» على هذا الإرهاب؟. ولماذا يشغل نفسه في زيارة المنطقة للمرة الألف؟ وما معنى أي اجتماع رباعي في عمّان إذا لم يكن هذا الاجتماع من أجل رفع الاحتلال عن الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان، ووقف محاولات تهويد القدس ومقدساتها؟!.
هي عملية استهبال للفلسطينيين والعرب هذه التي تصرُّ الإدارة الأميركية على تسميتها بعملية السلام!!. ولعل مؤتمر نتنياهو الصحفي يوم الخميس، هو قمة الاستهبال.
فالرجل يعتقد أن الاحتجاج الفلسطيني كان نتيجة أكاذيب، وهو يسمي لأول مرة، المسجد الأقصى بالحرم الشريف وليس بجبل الهيكل. وهو لا يريد تغيير الستاتيكو القديم فيما يخص الأماكن المقدسة. ولكنه لا يجيب على أي سؤال عن وضع أهل القدس.. من هم؟ هل هم إسرائيليون ولكنهم لا يحملون الجنسية الإسرائيلية؟ هل هم فلسطينيون محكومون بالإلغاء عن مدى السلطة الوطنية الفلسطينية؟ ولماذا هم محاصرون بالف جدار امني وجدار؟
لا معنى ان يجلس اميركي وفلسطيني واسرائيلي واردني في عمان، للاتفاق على قبول اكاذيب نتنياهو، فالحرم ليس المشكلة، واجراءات الامن في القدس ليس المشكلة، والجدران المقامة حولها ليست المشكلة، لنجلس ونضع جدولاً لانهاء الاحتلال وغير ذلك فتفصيلات تأكل الجذور المتصلة بالعداء الذي لا مصالحة فيه.
لقد بدأ الاستغفال الاميركي والاوروبي والصهيوني في لعبة قرار مجلس الامن 242، الذي ينص على الانسحاب من اراضي محتلة، وليس من الاراضي المحتلة حسب مسودة الاستعماري القديم لورد كارادون، وحين حارب العرب في تشرين واوقفوا الحرب طلبا للسلامة والسلام لم يفهموا استراتيجية الحل الصهيوني لعملية السلام، فهم وافقوا على الانسحاب من اراضٍ هي سيناء فقط على ان تكون محدودة السيادة، اما باقي الارض المحتلة فقد صار اسمها الحدود الآمنة، وقد قبل العرب التفاوض داخل هذا الاطار، فصارت الضفة وغزة منطقة مدارة، ثم منطقة حكم ذاتي اداري، واعلن ضم الجولان، وهكذا وبعد معاهدتي السلام مع مصر والاردن وصلنا الى تفاوض استمر عشرين عاماً، ويمكن ان يستمر عشرين عاماً اخرى بحيث يتم استيطان الارض، فلا يبقى إلا السكان الذين يمكن سحب بطاقة اقامتهم–كما يجري في القدس–ويمكن تضييق الحياة عليهم.. فيهاجرون!!.
قلنا: انه الاستهبال.. وهو مستمر.
الرأي