قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) صدق الله العظيم.
هل رأى العالم اعتقال الطفل الفلسطيني الأصم الآبكم ذو الاربعة عشر ربيعاً ، هل سمعوه عندما تكلم بدون صوت فزلزلت كلماته الكون ، لقد تحدثت عيناه عن كرامة وعزة، وكبرياء تسكنه منذ ولد ولا تغادره، تحدثت عيناه عن معنى الصبر، ومعنى التضحية للوطن.
لقد قال محمود درويش يوماً :»عيونك شوكة في القلب توجعني.. وأعبدها وأحميها وراء الليل والاوجاع أغمدها، فيشعل جرحها ضوءً ، ويجعل حاضري غدها».
هل وصل عبير مسك دماء الشهداء الذين استشهدوا في ريعان الشباب ، وعمر الزهور الى العالم. شهداء رويت الارض بدمائهم الطاهرة ، وزرعت اجسادهم النقية في الارض لتثمر نصراً وعزة للوطن ، أما الروح فصعدت الى بارئها لتسكن مع الشهداء والصديقين بأذن الله العلي القدير.
تعالت زغاريد امهات الشهداء لتشق جدار الصمت ، ولتسطر تاريخ عزة وصبر وكبرياء لا مغالاة فيها.هل فهم العالم تركيبة الفرح الممزوج بالألم والحزن ،والمزين بالصبر والتضحية من أجل الوطن من أجل فلسطين.
شهداء فلسطين ولدوا اسباب الحياة من رحم الموت،غادروا بأبتسامة تدعو الى اكمال الطريق، والوصول الى الافق الذي رووا بدمائهم الطاهرة،محققينً معجزة جعلت من الموت ملحمة الحياة.
ايها المؤرخون سطروا تاريخاً حديثاً، ليتحدث عن الشعب المناضل ، وعن الشباب الفلسطيني الذين وقفوا كالاسود للدفاع عن المسجد الاقصى ، اكتبوا عن الشهداء الذين رووا الارض بدمائهم الزكية الغالية، لتزهر نصراً، وعزة وكرامة.
زغردي يا أم الشهيد.. يحق لك أن تفعلي.. هنيئاً لك يا فلسطينية الأحلام والهمم،يا فلسطينية الكلمات،والصوت يا فلسطينة الميلاد والموت، ولدك الشهيد هو زين الشباب وفارس الفرسان، وهو عند الله مستبشراً، كما قال تعالى (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).
شهداء فلسطين، والمسجد الاقصى، ارسلوا صوت ملحمة للحياة ، فلملمنا شظايا الصوت.. وأتقنا معنى كلمة الوطن.
الرأي