سوق مجنون!! اقل ما يمكن قوله عن سوق ارتفع سعر سلعته اكثر من 25% خلال الاربع اشهر الماضية و اكثر من 400% منذ عام 2001 حتى الان. هذا هو حال سوق النفط العالمي و الذي يدفع الى الانشداد و الاهتمام.
سوق النفط يتمتع بسمات تجعله مختلفا عن باقي اسواق المال و البضائع. فحقيقة الامر انه سوق احتكاري من الدرجة الاولى. فمنظمة اوبيك وحدها تسيطر على اكثر من 55% من الانتاج العالمي للنفط. بالاضافة الى الاحتكارية يتميز هذا السوق بشح المعلومات على مستوى العرض و الطلب. فبينما يصعب اعطاء ارقام دقيقة عن احتياجات الدول و خاصة النامية منها كالصين و الهند , يظهر تحفظ كبير لدى الدول المصدرة لاعلان حقيقة وضع احتياطياتها. من هنا يصبح الاعتماد على المعلومة الاقتصادية العلمية لتوقع الاسعار فيه في عداد المستحيلات.
الميزة الاخرى المهمة لسوق النفط هي تحول سلعته الى سلعة متداولة في اسواق المال كالاسهم و السندات. ملاحظة بسيطة لاستثمارات المؤسسات المالية تبين الاموال الهائلة المنفقة للمضاربة على سعر النفط. هذه المضاربات و ترافقها مع شح المعلومات يجعل من سعر النفط يعتمد بالاساس على نفسية المستثمرين و تقديراتهم الشخصية. حقيقة الامر ان الاثر السلبي للمضاربة اثبت من خلال عدد من الدراسات العلمية و التي بينت ان استجابة سعر النفط للاخبار الجانبية في ازدياد مستمر منذ دخول المضاربة على النفط حيز الوجود. تذبذب اسعار النفط بناءا على معلومات كاغتيال بنازير بوتو و تجارب الاسلحة الكورية اكبر دليل على التضخم الذي ولدته المضاربات في الاستجابة لاخبار جانبية ليست بالمباشرة و لا الرئيسية.
عمليات المضاربة في الاسواق الكفؤة عظيمة الفوائد. فبدونها يصعب الوصول الى السعر العادل للسلعة. المشكلة اذا هي المضاربة في اسواق شحيحة المعلومات كسوق النفط. هنا يكون من المفيد استذكار دور المضاربة في ازمة الرهن العقاري عندما تمت على قروض المعلومات عنها شحيحة و مشوهة !!!!
References:
BBC Economic News.
Reuters Economic News.
The Efficient Market Hypothesis and Its Critics : Burton G. Malkiel