أعود من وقت لآخر لما كتبته في هذه الزاوية قبل سنوات للحكم على بعض الآراء التي طرحتها في حينه على ضوء الواقع الراهن ، وما إذا أثبت مرور الزمن صحتها أو خطأها.
في هذا المجال وقع بيدي مقال ُنشر في (الرأي) في 21/ 1/ 2004 بعنوان استقلالية التلفزيون ووسائل إيصال صوت الأردن إلى العالم العربي الذي أصبح الآن موضوع الساعة.
ليس هذا فقط بل وجدت أني ذكرت في حينه أنني أكتب المقال من وحي مقابلة أجراها الزميل فهد الخيطان مع مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لملحق اليوم السابع في صحيفة «العرب اليوم» حيث طالب مدير المؤسسة بالاستقلال وشهد (المدير) بأن رئيس الوزراء (الروابدة) يريد منه إعلام دولة لا إعلام حكومة ، وأكد دون أن يجد من يصدقه أنه لا يتلقى تعليمات من أية جهة.
قلت في ذلك المقال أن التلفزيون الأردني يتلقى أوامر ونواهي من خمس جهات رسمية على الأقل ، بعضها ينتقد أداء التلفزيون ويطالبه بإعلام دولة ووطن ، ويصف الإعلاميين الأردنيين بأنهم مرعوبون، ولكن من الذي يرعبهم؟.
كتبت في حينه أن التلفزيون أداة للقيام بواحدة أو أكثر من ثلاث مهمات هي الترفية والتوجيه والأخبار ، أما النشاط الترفيهي للتلفزيون فهو مضيعة للوقت فإذا كنا نريد مشاهدة المسلسلات المصرية والسورية (لم تكن المسلسلات التركية الهابطة ومحطة إم بي سي قد ولدت بعد) فلماذا لا نشاهدها في الفضائيات المصرية والسورية؟ وإذا كنا نريد الترفيه عن المشاهدين فإننا لا نستطيع منافسة الفضائيات اللبنانية؟.
وخلص المقال بعد ذلك إلى أن التلفزيون الأردني يستطيع أن يفعل الكثير في مجالات الأخبار والتحليل والتوجيه وأن يستفيد من ميزة تنافسية تتمثل في توفر الخبراء والمختصين ، شريطة أن نوفر له الاستقلال والحرية الكاملة لتقديم إعلام رصين ، على أسس مهنية ، في مناخ ديمقراطي تعددي حقيقي ، وبدون تدخل مباشر.
استقلال التلفزيون كجهاز إعلامي ، وتمكينه من الوصول إلى عقول وقلوب المشاهدين العرب وحمل رسالة الأردن والدفاع عن مصالحه ، حاجة كانت موجودة دائماً ، شعرنا بها وعبّرنا عنها ، وإذا لم يكن هذا كافياً فقد أوردنا اسم الزميل فهد الخيطان بالذات كمصدر أوحى بتلك المعالجة.
الراي