facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السياسي وأخلاق الشيخ


شحاده أبو بقر
14-10-2015 09:40 PM

ابتداء نكتب بما نعتقد انه يرضي الله ونسعى لقول ما نرى انه الحق، وقد نصيب وقد نخطئ، وأجرنا وحسابنا عنده سبحانه، والمهم، ليس لنا من هدف للإساءة لأحد ابدا ابدا، والله جلت قدرته على ذلك شهيد، فالهدف هو خدمة بلدنا والتأشير ما أمكن إلى الخلل إن وجد، وعرض الرأي الحق الذي به نؤمن، وبعد.

فالسياسي أيا كان موقعه، لا يمكن أن يفلح وأن ينجح في خدمة المصالح العليا والعامة لوطنه، إن لم يتحل أبتداء بأخلاق الشيخ، ومن ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر، الحكمة وسعة الصدر والذكاء ومقاربة اللين والحزم معا، والتفاؤل وقوة الحضور وامتلاك ناصية الكلمة والرأي السديد والجرأة والعدل، وقلة الكلام المعبر والقدرة على إستقطاب القلوب ومن ثم العقول، وقبل هذا وذاك الصلاح والاعتدال الناجم عن مخافة الله، مجبولا بسعة الأفق وحسن الاطلاع والقدرة على التحليل واستشراف المستقبل،

تلك قائمة تطول من السجايا والصفات التي لا بد للسياسي من أن يتحلى بها أو ببعضها،كي يمكن أن يكون سياسيا حقيقيا يقر العامة بحضوره ويتمنون إشغاله للمواقع العامة المتصلة بشؤون حياتهم، عندما يرون فيه الأمل في تحقيق ما يريدون، وبالذات في زمن الشدة والملمات، وعندما تكون الاوطان في مواجهة المخاطر والتحديات.

في تاريخ دولتنا الأردنية قوائم طويلة من السياسيين الذين تسنموا مواقع المسؤولية، بعضهم طوته الايام حيا أو ميتا ولم يعد له ذكر يذكر، وبعضهم الآخر ما زالت ذكراه تتردد حتى وإن مرت سنون طوال على رحيله عن هذه الدنيا الفانية، وفي هذا المفارقة كلها، بين من إستحق الذكر وبين من هو في طي النسيان، وما ينسحب على بلدنا ينسحب كذلك وبالقدر ذاته على سائر أقطار الكوكب وأمصاره، وبالطبع، مع فارق يستند إلى الآلية الاجتماعية إبتداء في إنتاج الساسة.

أردنيا انتقلنا نهاية الثمانينات، إلى ما يسمى أكاديميا وسياسيا (الدولة المدنية)، وتخلينا وعلى نحو ملحوظ، عن المصادر الاجتماعية والوظيفية التقليدية التي كانت تنتج ساسة ورجال دوله، وإستعضنا عن ذلك ولو نظريا،

بمصادر جديدة هي الاحزاب السياسيه، إلا أن تلك الاحزاب ولأسباب ذاتية فيها تتصل بفقر في نضوج المفاهيم الحقيقية للعمل الحزبي السياسي، واسباب أخرى خارجة عن إرادتها، أخفقت حتى الآن في إنتاج رموز وقيادات سياسية يحتاجها الوطن، وغدا حالنا بالتالي، كالمسافر الذي قرر مغادرة بلاده إلى بلد آخر، فقد ختم جواز سفره بالمغادرة وتقدم نحو نقطة الحدود في البلد الآخر, لكنه لم يصلها وتمترس في المنطقة الحرام بين البلدين، فلا هو غادر، ولا هو وصل.
بإختصار نحن بين خيارين، فإما العودة إلى حيث كنا لإنتاج ساسة يتخلقون طبيعيا بأخلاق الشيخ آنفة الذكر، أو التقدم إلى الامام في إيجاد احزاب كفؤة حقيقية بمقدورها إنتاج ساسة يتخلقون كذلك طبيعيا بأخلاق الشيخ، وإلا فسنظل نراوح في نقطة لن تعين بلدنا على إنتاج ساسة ورجال دولة تحتاجهم الاوطان كلها كل الوقت وليس بلدنا فقط، وللحديث بقية بإذن الله، وهو جل في علاه من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :