هل العالم لا يفهم، لقد أسمعت كلمات جلالة الملك في خطابه الكبير في الأمم المتحدة العالم اجمع الصوت الإسلامي العربي المعتدل، وبعظمة تلك الكلمات فُتت قسوة الحجارة، ولانت بصداها أقسى القلوب عداوة، وعادت بها آمال الأمة إلى الصدارة.
وانتابنا ونحن نتابع الخطاب التاريخي أن العالم كله سيقف إجلالا وتقديرا لهذا الزعيم العربي الهاشمي الذي بهر العالم كله بحسه الإنساني العظيم، وبنصائحه الصافية الصادرة من القلب إلى كل قلوب العالم، فكان مدرسة في العرض والتقييم والنهج والدلالة، وتيقنا في لحظتها أن كل القضايا والمشاكل ستحل وتنتهي باعتماد هذا النهج الذي اختطه جلالة الملك، ولكننا فوجئنا بان المنطقة تشتعل في القدس وسوريا وتركيا والعراق ؛ وكأن صوت الحق والضمير لم يعد له مكانا.
فكيف بنا اليوم أن نؤمن أن دول العالم المتسيدة تنشد السلم والأمن العالمي، وكيف بنا أن لا نصدق أن كل ما يجري على الساحة العربية تحديدا بفعل فاعل، وكيف بنا أن نؤمن اليوم بان قوى السلاح والعنجهية تهدف إلى القضاء على الإرهاب، وكيف بنا اليوم أن لا نصدق أن الإرهاب صنيعة الدول العظمى، وكيف بنا اليوم أن نقنع أنفسنا وأولادنا أن الصوت المعتدل هو الصوت المسموع على مستوى العالم، وكيف بنا اليوم أن نعترف أن طريق المقاومة والنضال لم يعد لهما أثرا. وما يزيد من يأسنا وبؤسنا معا ؛كيف بنا بعد صوت جلالة الملك أن نأتي بصوت معتدل يغير المعادلة رأسا على عقب، فهذا ضرب من الخيال؛ بعد أن سمعنا صوت جلالة الملك الذي يمثل صوت الإنسانية والاعتدال والرقي والحضارة والإحسان والعدالة والصدق، فإذا لم يجد ذلك نفعا فعلى الدنيا السلام.