: كلمات وفاء بحق خالد محادين
باسم سكجها
13-10-2015 11:52 PM
في نيسان العام ٢٠١١، ترشّح الزميل خالد محادين لموقع نقيب الصحافيين، وفي اليوم التالي نشرت لي "عمون" مقالة تحت عنوان: أنا مع خالد محادين، أعلنت فيها أنّ صوتي له، في خرق واضح للقانون باعتبار أنّ التصويت سرّي، كما عدّدتُ الأسباب الموجبة لقراري.
خالد رحل عنّا اليوم، بعد رحلة أتعبه فيها المرض في السنوات الأخيرة، حتى أنّه منعه من الكتابة، ولكنّ الزملاء والقراء يشهدون له بأنّه فارس القلم، وسأعيد هنا نشر أسبابي المعلنة للوقوف معه، ففيها تلخيص لحياته، والحمد لله أنّه قرأها وهو على قيد الحياة، والكتابة:
"...لست ضدّ أحد من المرشّحين، فهذا عيني وذلك عيني الأخرى، وكلّهم زملائي، ولكنّني مع أبي سنان للأسباب التالية، ويختلط فيها العام بالخاص:
١- لأنّ خالداً صحافي خالص، وكاتب يحمل من اللغة أصدق حروفها، وقد صقلته الأيام، والتجارب، فجاءت لنا بزميل لا يُهادن، ولا يسمح للتجاوز، ولكنه يُسامح.
٢- لأن خالداً لا يحمل في داخله مصلحة من النقابة، وليس لديه أدنى نقطة تضارب مصالح، فلا هو عارض لنفسه رئيساً لتحرير، أو وزيراً، أو نقيباً تتهافت على بابه الفضائيات، ولعلّ ما يريده خالد هو ما يريده الصحافيون: الكرامة، والإستقلالية، فلم يعد في العمر متّسع لمساومة، بعد أن رفضها في أوله ومنتصفه.
٣- لأنّ أبا سنان مجرّب على مناصرة الزملاء، وحمايتهم ما قُدّر لصدره أن يسع، ولي معه قصّة لا تُنسى، فقد أخرجني من توقيف كان مُقدّراً له أن يكون سجناً طويلاً، وبدون سبب سوى لأنني مارست دوري المهني، وذلك لأنّه كان قريباً من كبيرنا الراحل الحسين، في وقت كانت إفتتاحيات الصحف تصفني بالمارق، وقد كُتبت كلها بتعليمات، ولكن ليس من فوق، ولكن من تحت التحت الذي كان يحكمنا.
٤- لأننا في يوم تنافسنا على ذات الموقع، ضمن آخرين، وكان فلان صاحب القرار في تسيير الصحافة يجمع الصحافي الناخب بعد الآخر، في عمل محموم، ويقول لهم: خالد وباسم ضدّ مصلحة الوطن، فإنتخاب أيهما ضدّ مصلحة الوطن، والحمد لله أنّ خالداً مرشح اليوم للنقابة.
٥- لأن خالداً لن يخشى في الحق لومة لائم، ولأنه سيكون معنا في كلّ مفصل صعب، ولأننا حين نقرأ كلماته نظنّ أننا كتبناها.
٦- لأنّ وكالة الأنباء الأردنية تعرف أنّ أبناءها عرفوا الحرية زمنه، وخبروا التحرر معه.
أنا هنا أخرق القانون فأعلن على الملأ أنني مع خالد محادين، بل وأدعو بكل إخلاص لوضع إسمه في الورقة التي تأتي في زمن تغيير، وإصلاح، وثورة على من بالغوا في سلب إرادتنا ومستقبلنا.
رحمك الله يا أبا سنان الحبيب