"لجنة المتابعة " لدعم سوريا : الاردن لم ينخرط في الهستيريا الاعلامية
13-10-2015 08:37 PM
عمون - قالت لجنة المتابعة المنبثقة عن الملتقى الوطني لدعم سوريا أنها ننظر بإيجابية لعدم إنخراط الحكومة الأردنية في "الهستيريا الاعلامية" ضد تدخل الروس في سوريا.
وقالت في بيان صدر عنها الثلاثاء " ننتظر من الحكومة الأردنية أن لا تقف للمتابعة والمراقبة عند تخوم ارهاصات التغيير الايجابي في الموقف الرسمي من الصراع على سوريا، ونطالبها بأن تتحول الى أحد الاطراف الفاعلة في المواجهة الحقيقية مع الارهاب وجماعاته المختلفة في سوريا".
وتابعت " إن شعبنا الاردني وقواه الوطنية والتقدمية يعبر عن ثقته الأكيدة في أن الجهد العسكري الروسي يرفد ويعزز القدرات القتالية للجيش السوري وحلفائه وهو يصب في مصلحة اجتثاث الارهاب وجماعاته المختلفة، وليس تنظيم "داعش" فقط.
وتالياً نص البيان :
بيان صادر عن لجنة المتابعة المنبثقة عن الملتقى الوطني لدعم سوريا
عقدت لجنة المتابعة المنبثقة عن الملتقى الوطني لدعم سوريا في مقر الحزب الشيوعي الأردني إجتماعاً ناقشت خلاله المستجدات التي تشهدها سوريا في أعقاب قرار الحكومة الروسية الاستجابة لطلب الحكومة السورية بتقديم دعم تسليحي وفني نوعي للجيش العربي السوري بما يعزز قدراته القتالية في مواجهة قوى الارهاب والتطرف التي يتعاظم خطرها ليس على سوريا فحسب، بل على جميع دول المنطقة العربية والعالم بأسره.
وفيما يلي نص البيان:
استجابة الحكومة الروسية لطلب الحكومة السورية بتقديم دعم عسكري نوعي لها انعطف بالصراع على سوريا وفيها نحو مرحلة مختلفة نوعياً عن كل المراحل السابقة التي مر بها هذا الصراع، سمتها الأساس بزوغ إمكانية حقيقية لدحر الارهاب والتطرف وجماعاته متعددة الاسماء والولاءات، وليس "داعش" أو "النصرة" فقط، وتسديد ضربة قاصمة للمشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي في سوريا والمنطقة العربية، بما يفتح أفقاً واقعياً أمام الحوار الوطني السوري – السوري، ويعاظم من فرص تحقيق تسوية سياسية للأزمة تحفظ سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها وتكفل لشعبها سيادته واستقلاله وممارسة إرادته الحرة في اختيار طريق تطوره الوطني والديمقراطي المستقل وتحقيق التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة بمنأى عن املاءات الدول الامبريالية، وخاصة الامريكية، وبعيداً عن تدخلها مع الدول العربية والاقليمية التابعة لها في الشؤون الداخلية للدولة السورية.
إن الدعم التسليحي الفني السخي الذي تقدمه الحكومة الروسية للدولة السورية والذي ارتقى في الأسبوع الأخير الى مستويات غير مسبوقة جاء ثمرة تحالف والتقاء وتشابك مصالح الدولتين الصديقتين الروسية والسورية.
فالبلدان معنيان في الدفاع عن الانجازات والمكتسبات التي تحققت عبر عقود عديدة من علاقات التعاون والصداقة التقليدية القائمة بينهما على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية والتقنية – العلمية، وتجمعهما قناعة مشتركة بان الجماعات الارهابية التكفيرية ما أن تتمكن من تحقيق المهام الموكولة اليها من قبل الدوائر الامبريالية والرجعية لإسقاط الدولة السورية والاطاحة بنظامها السياسي وتغيير نهجها الوطني على صعيد الصراع العربي – الاسرائيلي، حتى تنتقل، في مرحلة تالية، للعمل حثيثاً على زعزعة استقرار الدولة الروسية والعمل على تفتيتها الى كيانات قومية وعرقية متناحرة، كما وتربطهما مصلحة مشتركة في حرمان الولايات المتحدة من أي إنجاز ذي مغزى في سوريا يمكن ان توظفه في اعاقة نزوع البلدين وعدد من البلدان الصاعدة في العالم لبناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ينهي حقبة التفرد والهيمنة الكونية للولايات المتحدة الامريكية.
إن القيادة الروسية في سعيها لتأمين مصالحها القومية والدولية المشروعة لا تستخف بمصالح سوريا، ولا تنتهك سيادتها واستقلالها، وتلتزم التزاماً صارماً بميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وتأخذ القرارات المتعلقة بسوريا بعد التشاور والتنسيق مع حكومتها الشرعية والحصول على موافقتها.
وما كان لتوافق المصالح هذا ان يتجسد في الواقع السياسي والميداني السوري العياني، لو لم تنجح الدولة السورية في المحافظة على تماسك مؤسساتها السياسية والأمنية والعكسرية، ولو لم يتمكن الجيش العربي السوري من الصمود والتصدي ببسالة لهجمات المجموعات الارهابية التكفيرية والجماعات المسلحة التي يتواصل تزويدها دون توقف بكل ما تحتاجه من عتاد قتالي ودعم لوجستي وعناصر بشرية جرى بدأب تشويه وعيها وتجريدها من أي مشاعر إنسانية، تم تلقينها مفاهيم التعصب المذهبي والطائفي والإثني ودفعها لممارسة القتل والتصفية الجسدية على قاعدة هذه المفاهيم الباطلة والمشوّهة بأبشع الطرق وبأكثر الوسائل وحشية وترويعاً ودموية.
ومع أولى طلعات سلاح الطيران الروسي لدك معاقل الجماعات الارهابية في سوريا انطلقت في جيمع العواصم الداعمة للإرهاب في سوريا، والتي بدت على امتداد أربعة عشر شهراً من ولادة ما أسمته "التحالف الدولي" غير راغبة ولا جادة في لجم الجماعات الارهابية ومنع تمددها، موجة عاتية من تصريحات مسؤولين رسميين ساندها اعلام متحيز وغير موضوعي أعاد إنتاج الخطاب الاعلامي والتحريضي الذي ساد في حقبة "الحرب الأفغانية" ودعوات نصرة الاخوان في الشيشان، كما تتالت فتاوى الحض على الجهاد أصدرها "فقهاء السلطان".
إننا نحذر من مغبة الوقوع في شرك الاعلام المعادي الذي يعكس رؤى ومواقف الدول والجماعات والتيارات السياسية المعادية لسوريا ولسائر قوى التقدم والديمقراطية في الوطن العربي والعالم أجمع، والذي ما فتيء يشيع الاكاذيب ويطلق الشائعات حول مقاصد الشراكة العسكرية الروسية السورية، فتارة يصوره على أنه يستهدف العرب السنة!! وتارة أخرى بأنه لا يستهدف "داعش"، وانما الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري، وتارة ثالثة إنه يستهدف المدنيين، ولا يتورع عن نفض الغبار عن صور التقطت منذ أيام "الحرب الأفغانية" !!.
إننا ننظر بإيجابية لعدم إنخراط الحكومة الأردنية في هذه الهستيريا الاعلامية، لكننا ننتظر من الحكومة الأردنية أن لا تقف للمتابعة والمراقبة عند تخوم ارهاصات التغيير الايجابي في الموقف الرسمي من الصراع على سوريا، ونطالبها بأن تتحول الى أحد الاطراف الفاعلة في المواجهة الحقيقية مع الارهاب وجماعاته المختلفة في سوريا. كما أننا ننظر بقلق شديد الى استعادة غرفة عمليات "الموك" لنشاطها التخريبي في سوريا ونطالب باغلاق غرفة العمليات هذه نهائياً وعدم الاكتفاء بتجميد نشاطها فقط.
إن شعبنا الاردني وقواه الوطنية والتقدمية يعبر عن ثقته الأكيدة في أن الجهد العسكري الروسي يرفد ويعزز القدرات القتالية للجيش السوري وحلفائه وهو يصب في مصلحة اجتثاث الارهاب وجماعاته المختلفة، وليس تنظيم "داعش" فقط، وسيغدو أحد العوامل الرئيسة التي تمكن سوريا من إستعادة أمنها واستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها بعد تحريرها من دنس الارهابيين والتكفيريين وإلحاق الهزيمة بالمحور الامبريالي الصهيوني الرجعي المعادي لسوريا وشعبها وسائر شعوبنا العربية.
عمان في 13/10/2015
لجنة المتابعة المنبثقة
عن الملتقى الوطني لدعم سوريا