رسالة عتاب الى السفير المصري
السفير الدكتور موفق العجلوني
13-10-2015 01:21 PM
طالعتنا الصحافية الاردنية بهذا الخبر:
"رفض السفير المصري في عمّان خالد ثروت والقنصل العام في العقبة أحمد رياض إعلان الاعتذار الذي نشره آل الشوابكة على خلفية ضرب العامل المصري باعتبار الإعلان مخالفا لشروط الصلح المبرم بين الطرفين. وقال السفير المصري والقنصل العام إن إعلان آل الشوابكة المنشور في صحيفة (الدستور) الأردنية، تحت عنوان (شكر وتقدير) غير مقبول، لأنه جاء مخالفًا تمامًا لما تم الاتفاق عليه في جلسة الصلح، وما تم تحريره والذي بناء عليه وافق المواطن المصري خالد السيد عثمان على المصالحة ".
وأضاف السفير ثروت في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، " أن شروط الموافقة على الصلح كانت تتضمن نشر اعتذارين أولهما من عشيرة النائب والثاني من النائب نفسه وإخوته على أن ينصا على الاعتذار للمواطن المصري خالد السيد عثمان لما ارتكب في حقه والاعتذار للمواطنين المصريين المقيمين مع إخوانهم الأردنيين في المملكة والتأكيد على متانة وعمق العلاقات بين الشعبين وأن ما حدث هو حالة فردية ولا تعبر عن مكانة المصريين لدى شعب الأردن، متابعًا أن هذا ما سبق أن وافقت عليه أسرة النائب المعتدي ووجهاء عشيرته."
لم أتوقع من سعادة السفير المصري الزميل خالد ثروت المعروف بدبلوماسيته وحكمته والذي اكن له كل تقدير واحترام وتشرفت شخصيا بزيارته في مكتبه وتناولنا اطراف الحديث حول مختلف القضايا السياسية, كل هذه الحملة وهذا الرفض وهذا الصراخ لقضية فردية حدثت وتحدث في الكثير من دول العالم حتى مع ابناء البلد الواحد.
الاردنيون جميعاُ يرفضون الاساءة لاي ضيف مقيم على الاراضي الاردنية, فالاردن يحتضن ملايين الاشقاء, ونحن ندين اي عمل يسىيء معنويا او ماديا لاي مقيم على هذه الارض الاردنية فكيف بشقيق مصري!
نسي سعادة السفير ان الاردن بلد قانون ومؤسسات ولا يظلم به وافد او زائر او لاجئ. وكل من يدخل المملكة هو ضيف معزز مكرم.
نسي سعادة السفير ان الاردن يحتضن مئات الالاف من الاشقاء المصريين معززين مكرمين ويتمتعون باحترام وتقدير ربما اكثر من الاحترام والتقدير في مصر الشقيقة وفي بلدان عربية واجنبية اخرى.
الم يتعرض اردنيون في مصر للاغتيال وللاهانة والابتزاز يا سعادة السفير, هل قام سفراء الاردن بطلب الاعتذار من الشعب المصري؟!
الم يكن من الدبلوماسية المعروفة عن سعادتكم ان يتم التعامل مع الموضوع بدبلوماسية من خلال القنوات الدبلوماسية دون ضجيج وبهرجة صحفية وردح اعلامي من قبل بعض القنوات التلفزيونية المصرية والتي اساءت الى الشعب الاردني؟
الم يكن من الحكمة للاعلام المصري ان يبتعد عن الردح الاعلامي للاردن والاردنيين والتهويل والمبالغة والتزوير؟
الدبلوماسية المصرية معروفة بعراقتها، لقد زاملت العديد من السفراء والدبلوماسيين المصريين في العديد من دول العالم وتعلمت منهم الدبلوماسية والسياسة، ولكن لا أعلم يا سعادة السفير لماذا غابت عن السفارة المصرية في عمان والقنصلية المصرية في العقبة الدبلوماسية في التعامل مع هذه الحادثة الفردية والتصرف الفردي؟!
لماذ طعنت يا سعادة السفير بقضائنا، ولم تتركوا الامر ليحكم بهذه المسألة القضاء الاردني ويقول كلمته، فقضاؤنا عادل ونزيه والاردن دولة قانون ومؤسسات.
كنت اتمنى يا سعادة السفير لما عرفت عنكم من دبلوماسية ان يتم التعامل من قبل سعادتكم وزملائكم بمنتهى الحكمة والهدوء دون هذا الصخب الاعلامي والتهويل وكأنكم تريدون من الشعب الاردني ان يعتذر للسيد خالد السيد عثمان والذي نشعر بشعوره ورد اعتباره.
نحن ندين اي اهانة لاي شقيق عربي على الارض الاردنية، وباعتقادي ان اكثر شعب مدلل في الاردن هم اشقاؤنا المصريون، فلا يعقل ان حالة شاذة فردية حدثت ان تلوث الاجواء بين مصر والاردن وان تقوم الدنيا وتقعد من اجل حادثة شاذة يعالجها القانون وان يترك الحكم لقضائنا النزية.
من حقكم الاحتجاح على معاملة اي مواطن مصري من خلال وزارة الخارجية والطرق الدبلوماسية وليس من خلال الاعلام وليس من خلال التصريحات هنا وهناك، الدبلوماسية المصرية دبلوماسية عريقة، وهذه التصرفات اراها بعيدة كل البعد عن الدبلوماسية بشكل عام والدبلوماسية المصرية بشكل خاص.
امل سعادة السفير ان يغلق هذه الملف على صعيد الصحافة والاعلام والتصريحات هنا وهناك، وان يترك الامر للقضاء الاردني ان يقول كلمته، وان يأخذ كل ذي صاحب حق حقه، وان يأخذ المعتدي جزاءه كائناً من كان. مع الاحترام لسعادتكم وتحية لكل الاشقاء المصريين العاملين على الارض الاردنية.