المغاربة: لا لمحمد العريفي
باسل الرفايعة
12-10-2015 05:04 PM
كل التقدير والاحترام للقوى المدنية والعلمانية المغربية التي رفعت صوتاً قويّاً وعالياً ضدّ زيارة داعية الجهل والإرهاب محمد العريفي، لإلقاء محاضرة في 25 الشهر الحالي.
تقول الأخبار إن العريفي قرّر تأجيل الزيارة، لمنع الإحراج عن الحكومة المغربية. والمتتبع للجدل في هذا البلد، يُلاحظ أنّ الناشطات والناشطين العلمانيين، صعّدوا من رفضهم لحضور العريفي إلى بلادهم، وأعادوا نشر مقاطع من آرائه التي تركّزُ على أن المرأة نصف إنسان، فضلا عن ثنائه على الجماعات الإرهابية، وتحريضه ضد المسيحيين، وضدّ الاعتدال الإسلامي نفسه.
ووصفت حركة "ضمير" الليبرالية العريفي بـ"الإرهابي والتكفيري"، ورأت أن دعواته "تجاوزت التفسير والدعوة الدينية إلى اتخاذ مواقف تُنقصُ من قدر المرأة، وتبرر الإرهاب وتدعو إلى ما يعرف بجهاد النكاح وتشيد بتنظيم "القاعدة". وقالت القيادية في جمعية "بيت الحكمة" الحقوقية خديجة الرويسي إن استضافة العريفي "دعم للخطاب الديني التكفيري وللنزعات الظلامية التي يترجمها هذا الرجل في مواقفه وفتاواه".
هنا، لا بدّ أن أعيد لكم النظرية البيولوجية لمحمد العريفي التي اكتشف فيها السببَ في أنّ للمرأة نصف شهادة. تنصّ النظرية العريفية على إن "لدى المرأة غدة صمّاء في الدماغ (نسيَ اسمها) تجعلها تنسى، فلا بدّ من وجود امرأة أخرى، تذكرها". والمعادلة هي: نصف امرأة تنسى + نصف امرأة تنسى = رجل كامل التذكُّر والذكورة.
لم يترك العريفي النصّ القرآني للمفسّرين، ولم يقرأ له أي بعدٍ في سياقه التاريخي، ولم يحاول أن يتجاوز مؤهلاته في الحفظ، وإنما سعى إلى اختراع نظرية، يسخرُ منها طالب علوم في الصف الأول الابتدائي.
فهل يحقّ لمن يكذب على العلم والعلماء، ويعتبر إرهاب القاعدة جهاداً أن يُجمعَ له الناس، وبينهم أطباء، ومهندسات، ومتخصصات في الكيمياء والفيزياء في مُدرّج جامعة، ليُحاضر فيهم. أقسمُ أن هذا هو التعريف الدقيق للمسخرة، ولسخرية الأقدار، ولبؤس الحكومات التي تُنفق المليارات على التعليم، وتدفع للعريفي وأمثاله تذكرة طائرة على الدرجة الأولى وإقامة فندقية فاخرة، من أجل ترويج الأكاذيب والظلام، مثلما فعل الأردن هذا العام، وفتح له الملعب البلدي، نحو مزيد من الكوميديا المُحزنة.
صفحات العلمانيين المغاربة احتشدت في الأيام الماضية بالرفض لزيارة العريفي، وتساءل الناشطون عن المعرفة الإضافية التي سيجلبها معه، وذكّرت الناشطات المدنيّات والحقوقيات من بمواقفه السلفية من المرأة، وهو الذي أفتى بعدم جواز أن تلبسَ الفتاة ملابس ضيّقة في البيت، خوفا من أن يشتهيها والدها.
شكراً لكنّ ايتها المغربيّات. شكراً لكم أيها المغاربة، فقد صُنتم عقول شبابكم من التخريب والأذى، ومنعتم الكراهية عن بلاد عبد الكريم الخطّابي، ومحمد شكري، ولطيفة رأفت، ونعيمة سميح.