الأُطروحة الملكيةُ في كِتابنا الأَبيضْ
29-05-2008 03:00 AM
[ ثمة مسافة عظيمة ، ابتداءً ، محسومة الشرط وجوابه و محروسة المبتدأ و خبره من أعلى عليين ، بآيٍ كريمٍ في محكم تنزيله سبحانه جلّ شأنه وعزّ مقامه ، بين اللذين يقولون ويفعلون وبين البائسين المُتنفجين الذين يقولون ولا يفعلون ، من المتواكلين المستنيمين للوعيد الإلهي بحقهم وأعني مقته الأكبر سبحانه في الآية الكريمة ..
و بذات القياس .. هناك ثمة بون شاسع ، بين طنين الذباب الأزرق النشاز السام والمفسد في آنٍ معاً ، الذي يملأ أفق المكان فيلوث الساح و وحدة وإنتظام الصفوف ، وبين التصهال العزموي للجياد المحجّلة لمملكة بني هاشم المحفوظة ، يمتطي صهواتها جند أبي الحسين و قد ورثوا السارية مع الرجال الرجال ، من الآل الأطهار و الأُلى الأبرار منذ مطالع التأسيس حتى يوم فرسان التغيير هذا ، كي يمضي من ثَمَّ الركب المبارك من النُجُبِ الأردنيين ، من الأحرار النشامى و الحرائر النشميات في أردن الهواشم الحبيب ، تحت الراية المظفرة لجلالة القائد المفدى و الصِّيد من أقمار الدوحة الميامين ، في مسيرتنا الإصلاحوية الشاملة ، تماماً .. كما أرادها جلالته ، نحو معارج الاكتفاء الذاتي بالاعتماد على النفس ، وصولاً إلى الرفاه المبتغى الذي سيفرض ، ضربة لازم ، موقعنا اللائق بين الأرقى من شعوب الأرض ، الذين أقسمنا معهم على التغيير و التوق إلى نهارات الحياة وأشواق الحرية .
هكذا من قبلُ ومن بعدُ ، نقرأ الأطروحة الإنتمائية في كتابنا الأردني الأبيض ، الذي ورثناه من ملوك العهود الهاشمية المباركة ، كابراً عن كابر ، حتى هذا العهد الهاشمي الرابع الميمون ، نتدارسه بذات الهمة وبذات العزم في الحضرة السنية للملك الإنسان ، الذي مَلَكَ منا ومن أبناء الأمتين العظيمتين العقول قبل القلوب ، بل وأيضاً لسمعته العطرة ونهجه المستنير وخطابه الحكيم ودوره التنويري المشهود في الإقليم وفي العالم ، حاز على الإعجاب والتقدير والاحترام وحب الملايين في جهات هذا الكوكب الأربع ، حتى بات أردنه العظيم ، تبعاً لذلك وحصاداً له في ذات الآن ، بؤرة إشعاعٍ ومحط تقديرٍ ومثار توقيرٍ من الأشقاء والشرفاء قبل الأصدقاء ، بل وإلى ذلك أيضاً مزاراً حضارياً و محجاً نهضوياً للأقلام والأعلام – النوبليون .. أنموذجاً ، تُشد إلى ربوعه الطيبة وأهله الطيبين بديموقراطيتهم النموذج ووسطيتهم السمحة الرحال ..
حقيقة هي هذه .. مشهودة ومحسومة ، ما عاد ، بعد ذلكم المجد كله ، يعوزها إثبات أو تنقصها شهادة ، راحت تتعالى بأنفةٍ سامقةٍ ، وتتسامى ببيرقها الهاشمي الخفاق ، على كل الدلائل والبراهين والثوابت حتى وأيضاً على اليقين نفسه ، مما هو و بكل لغات الأرضين من حقها الشرعي ، حقيقةٌ أجل وقرت في الصدور والأعطاف وقرّت في أعلى الهامات و تحت فروات الرؤوس ، نهتدي بهديها ونمضي بها ، ملكاً ، وحكومةً ، وشعباً : برلماناً – نواباً وأعياناً ، وجيشاً ، وأمناً – أجهزته النشموية أجمعين ، وقبائلَ ، ووجهاء عشائر في البادية والريف والمخيمات وأصقاع معمورتنا الشماء كافة ، وقضاء ، وأحزاباً – معارضةً ورموزاً وقادةَ عملٍ عام ، وإعلاميين ، ومثقفين ، وأكاديميين ، وشيباً ، وشباباً : فرسان التغيير ، ونساءً : شقائق الرجال ، وأطفالاً ، نمضي ، نعم ، جميعاً ، من نشميات ونشامى الأردن كافة ، نحو غاية مليكنا المفدى في عناق الشمس .. وللحديث صلة .. من قريبْ .]
Abudalhoum_m@yahoo.com