انزاح مصطلح "الإيعاز" في بلادنا عن معناه إلى سياق آخر "معسكر الصحافة " , كثيرون من كتابنا كانوا دوما على أهبة الاستعداد ينتظرون الإيعاز للكتابة ضد حزب أو نقابة أو مؤسسة وطنية , فكانت الأقلام معبأة سلفا بقوالب الشتيمة والتشكيك وحبرها جاهز وغالبا ما يبتعد الكاتب عن اجتراح أفكار جديدة أو تضمين معلومات مفيدة فالمقالات دوما حاضرة وتسييل الأسماء والتواقيع عليها أمر سهل.



كتاب الردح " المهرجون الجدد " في بلادنا ذهبوا إلى أبعد من ذلك في خيانة المهنية , وباتوا زمرا يجندون الهدف السامي والفكرة العظيمة لصالح أجندات خاصة , فلم نقرأ لهم شيئا في الدفاع عن الوطن والمواطن ضد غلاء الأسعار أوفي الحريات العامة أو بيع رخص الخليوي "النفط الجديد " بأبخس الأثمان (...) .


لذا , سيبقى المرتزقة من الكتاب يختبئون خلف وهم العباءات يديرون معارك ليس لهم فيها سوى سهم الأيتام من غنيمة الحرب الوهمية , فالمعارك فقط تحت ظلال " أقلامهم " لا تعدو أكثر من وخز لا يؤتي أكله فالأجنحة التي ولدت ميتة لا تستطيع الطيران لأنها لم تتعود على التحليق في الفضاء وستبقى أسيرة الزحف على البطن .