كنت أرى صور خليل الحاج توفيق في الصحف، وعندي اعتقاد أنه بيزنس مان آخر، يحب الوجاهة، ومحاط بحرس من السكرتيرات والمدراء التنفيذيين وخبراء الباور بوينت واللاب توب.
طبعا أكتشف سذاجتي متأخرا لكن عذري الوحيد أن زمن الشقلبة يسبب عمى الألوان، مما يجعلنا في النهاية نصنف الناس إما أبيض او أسود، متناسين كل ألوان قوس قزح.
ما علينا..
كالعادة، ومن خلال مكاتب عمون الفارهة والفخمة( طاولة على زاوية في مقهى عماني جميل)، التقيت خليل أول مرة، لتكرج اللقاءات بعد ذلك مع ابن بلد حقيقي وأصلي، يفرض احترامه بدماثته.
لست معنيا ولا أنتم كذلك معنيون بقراءة قصيدة غزل بحق خليل، ولا أعتقد أن وسامته تغري بذلك أساسا، لكن ما يدفعني إلى الكتابة عنه هو ذلك الحماس المتقد لديه في المبادرات التي يطلقها بين حين وآخر، وهي مبادرات وليدة حاجة يتلمسها خليل في جلساته واشتباكاته الاجتماعية اليومية، بعيدا عن دراسات جدوى وخطط استراتيجية قادمة عبر فلاش \"مدحوش\" في مؤخرة لاب توب .
نقابة تجار المواد الغذائية، صارت قريبة لي كمواطن يأكل ويشرب، وصرت معنيا بأخبارها التي تتعلق بمأكلي ومشربي اليومي، وهي طرف أساسي في معادلة العيش كمواطن اردني صالح للإستهلاك كباقي المعلبات.
مؤخرا، أطلقت النقابة موقع إلكتروني تحت اسم \"المستهلك\"، وهي مبادرة يتحدث عنها خليل بحماس شديد، حتى تطن أنه سينافس الأسوشيتد برس ورويترز بموقعه \"الإخباري\" هذا.
اليوم، تصفحت الموقع، وبصراحة، فإن ما تنقله كل وكالات الأنباء الدولية مهم لي كإعلامي ومهتم، لكن ما ينقله لي موقع المستهلك من أخبار يعد أكثر أهمية على مستوى تفاصيل المعيشة اليومية.
أعتقد أن هذا هو بالضبط مفهوم العمل النقابي الحقيقي، والذي يتعلق بتلمس هموم الناس عبر \"شيوخ الكار\" في كل مهنة، بعيدا عن السفسطة بلا طائل في مواضيع لها ساحاتها الأخرى، فمن غير المفهوم مثلا لو قام خليل ونقابته بربط كل معلبات الفاصوليا البيضا أو أقراص الفلافل ببغداد أو غزة، ثم الدعوة لإعتصام جماهيري مقرون بتلك الفكرة.
الموقع الإلكتروني، وسيلة اخرى للتواصل مع المستهلك –أيا كان-، وهو بسيط ومهم لأنه يتعلق بتفاصيل المعيشة اليومية بدون تهويل ولا فلسفة.
شكرا لنقابة تجار المواد الغذائية على هذا الجهد..
mowaten@yahoo.com