نحن على أبواب الحرب الثالثة
اسعد العزوني
11-10-2015 01:55 PM
تماما كما هي العلامات الصغرى ليوم القيامة، ومنها: كثرة الهرج والمرج، وخيانة الأمانة، والرويبضة الذي يتحدث بأمور العامة، والعري الذي نشهده في الشوارع، والتحالف مع الأعداء ومحاربة الأصدقاء، وتقارب الزمان والمكان.
وها نحن نشهد العلامات الدالة والموجبة للحرب العالمية الثالثة وأولها، أن يهود بحر الخزر في مستدمرة إسرائيل في مأزق، وآخر مآزقهم رفع العلم الفلسطيني فوق مبنى الأمم المتحدة، علما أن الانفراجات عليهم لا تعد ولا تحصى، وأولها أنهم تملكوا فلسطين شرعيا من خلال توقيع المعاهدات والاتفاقيات مع من زرعوهم بين ظهرانينا، وليس آخرها أنهم سيقسمون المسجد الأقصى بيننا وبينهم زمانيا ومكانيا، وبموافقة عربية وإسلامية، كون الشراكة مع أهل الكتاب أكثر حلالا من الزواج منهم، وهذا ما فعلوه في المسجد الإبراهيمي الشريف بالخليل.
الحرب العالمية من أساسها مصلحة يهودية بحتة، ينفذها آخرون نذروا أنفسهم لخدمة يهود كي يتخلصوا منهم، وكما هو معروف فإن الحرب العالمية الاولى نشبت عام 1914، من أجل إصدار وعد بلفور وما قبله وما بعده من تبعات، في حين أن الحرب الثالثة إندلعت عام 1939 من أجل إقامة مستدمرة إسرائيل، بينما ستندلع الحرب الثالثة لسببين رئيسيين الأول تثبيت يهودية الدولة في مستدمرة إسرائيل، وما سينجم عن ذلك من تبعات أهمها الكونفدرالية الأردنية - الفلسطينية، والثاني سوريا التي تبّت نظامها نفسه لعدة أسباب منها : تصميم الرئيس الروسي بوتين رجل الكي جي بي القوي، على الحفاظ على قاعدته البحرية في اللاذقية حتى لو امتد القتال في موسكو من بيت إلى بيت كما صرح مؤخرا، سائرا بذلك على هدي ملكة روسيا القيصرية كاترين التي قالت في أحد الأيام أن الأمن القومي الروسي يبدأ من دمشق.
ما تزال إسرائيل ترى في النظام السوري الحالي على انه حليفها الاستراتيجي، ولعل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى موسكو مؤخرا تدل دلالة قاطعة على ذلك، ولمن لا يعرف فإن مؤلف الكتاب الاستراتيجي المشهور "أحجار على رقعة الشطرنج"، الكاتب الأمريكي وليام غاي كار /رئيس إتحاد الجمهور المسيحي في أمريكا، وجه إنذارا عالمي البعد علمي المضمون عام 1958، أكد فيه أن المتآمرين يمهدون لحرب كونية ثالثة، وأن الكارثة الإنسانية هي طي السنين اللاحقة.
والأغرب من ذلك أنه قال أن استعبادا للعقل والروح والجسد سيفرض على البشرية قسرا إذا لم يتم التصدي للمخطط التآمري، وما نلحظه أن أحدا لم يعر ما حذر منه كار انتباها، ليس عن جهل بطبيعة الحال، بل عمدا وعن قصد لأن حكومة العالم الخفية وهي مكونة بطبيعة الحال من داقنة يهود بحر الخزر، هي التي تدير العالم وتفجر الحروب، ولذلك فإن أتون الحرب الكونية الثالثة يقترب منا أو نحث نحن الخطى سريعا إليه، فهذا قدر العالم التي تديره هذه الحكومة الخفية وتعمل على تدميره وإفقاره لحساب يهود بحر الخزر، وهنا أقول إن الرئيس بوتين عجل موعد الحرب، ولا أعفي أمريكا من التهمة، وهنا يقينا أن أوباما الضعيف سلم إنقياده في الحرب إلى بوتين القوي.
يقول الكاتب بيرهابيس في كتابه بعنوان "الصهيونية والشعوب الشهيدة"، الذي ترجمه كل من مفيد عرنوق وإدوارد عرنوق، إننا ندرك أننا على أبواب حرب ثالثة ستنشب بين الأخوة، وإن ثمة معاهدات جديدة ومذابح أخرى، وجلاءات أخرى، وإنهيارات وهدنات، كما ستكون هناك أكاذيب.
ولعلي أرى أن كلا من الكاتبين الأمريكيين التحررين كار وهايبس قد قرآ الفكر الصهيوني بطريقة علمية، كما حذر الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت، ذلك أن المخزون الفكري الاستراتيجي اليهودي أكد أن تفجير حرب ثالثة هي حتمية يهودية، تشكل ضرورة قصوى للوصول بقطار المؤامرة اليهودية إلى محطته الأخيرة في إقامة الحكومة العالمية، أي حكم العالم من قبل اليهود، حيث يتربع على العرش العالمي ملك من نسل داوود وبالحكم الفردي المطلق أو كما يسمونه "الأوتوقراطي".
نجحت الصهيونية في توظيف بريطانيا والتحالف من أجل الحرب الأولى، كما نجحت في تسخير التحالف مرة أخرى من أجل الحرب الثانية، وها هي تضغط على أمريكا الشمالية وبقية دول العالم من أجل شن الحرب الثالثة للقضاء على العالمين العربي والإسلامي على حد سواء، وهذا ما يتجلى في ما يطلقون عليه تحالف العالم من أجل الحرب على الإرهاب، وكذلك التحالف الدولي ضد تنظيم الخوارج الجدد داعش، صنيعة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية فرع خدمات الاستخبارات السرية الإسرائيلية، وقد بدأت إرهاصات ذلك منذ مؤامرة تفجير البرجين في 11 سبتمبر 2001.
ورد في المخطط اليهودي – الأمريكي الذي أعلنه الجنرال ألبيرت بايك وحمل إسمه :مشروع القرن الأمريكي الجديد" وهو الوثيقة الرئيسية لتوجهات اليهودية العالمية في القرن الواحد والعشرين من أجل فرض السيطرة اليهودية على العالم، وقد خططوا أن هذا المشروع سيتم تنفيذه ما بين 2001 -2020، كما ورد في الوثيقة.
ودلينا على ذلك أن قادة المحافظين الأمريكيين الجدد الذين رأيناه منذ العام 2001 من أمثال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ونائبه بول وولفوويتز "أمير الظلام"، وريتشارد بيرل رئيس مجلس سياسات الدفاع السابق وآخرين، كلهم من اليهود وصنائعهم، وقد رفضها أحد النواب في الكونغرس الأمريكي من لجنة العلاقات الخارجية، لكنها نشرت في وضح النهار من قبل الكاتب ويليام زبيت ريفر، الصحفي الشهير في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ومعه الكاتب نورمان بود هورتز من صحيفة كومنتري، وصدر المشروع برمته عن مؤسسة برادلي التي ترتبط بمؤسسة أميركان إنتر برايز وهي مؤسسة يهودية تخطط لفرض الهيمنة اليهودية على العالم تحت شعار تعزيز قوة الولايات المتحدة في العالم. وأبرز واضعي هذا المشروع الجهنمي: ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي بوش الصغير، ودونالد رامسفيلد ولويس ليبي كبير مساعدي الأمن القومي ومدير مكتب تشيني، ووولفووينز وزلماي خليل زادة وريتشارد بيرل وجيمس ويلي وإليوت البرامز والمرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية جيف بوش وروبرت كاغن وبروس جاكسون وآخرين. ها نحن نقرأ أن الصين حركت بعض سفنها الحربية إلى الشرق الأوسط بدعوى تفعيل إتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين روسيا التي دخلت سوريا،وستكون هذه الحرب بين حلفين هما : إيران،روسيا، الصين،العراق،سوريا،وحزب الله في لبنان، مقابل الحلف الذي يضم بطبيعة الحال أمريكا والغرب والبترو- دولار وتركين، وستكون مستدمرة إسرائيل هي الكاسب الرئيسي من وراء هذه الحرب لأنها هي التي نفخت بكيرها على الجمر.