نقرأ ان بلدية الطفيلة حققت الاولى على بلديات المملكة بالنظافة والاداء. فهي في العام الفائت والعام الحالي تحولت الى «ورشة» عظيمة, وملايين الدنانير تجاوزت العشرين مليون دينار منها:
- ثمانية ملايين لتطوير وسط البلد بمكرمة من الملك.
- وخمسة ملايين لمجمع دوائر حكومية.
- وجدران استنادية بمليونين.
- وانجاز مشروع بمليونين ونصف المليون.
- ومركز تدريب.
- وطاقة شمسية بثلاثة ملايين.
ومشروعات اخرى ستحول المدينة التي كانت طاردة بسكانها, الى مدينة كبيرة, جميلة تلذ وتطيب فيها الحياة. فهناك جامعة في الطفيلة.
ترى لماذا نقرأ هذا الخبر المفرح ونتذكر معلمنا, وقدوتنا محمد عودة القرعان, ابو عودة؟ ترى كم كان فرحه لو كان ما يزال بيننا بمدينته التي كان يعشقها ويعشق الاردن بها.
كنا ايام الاحلام نتذمر من نمو العاصمة عمان على حساب المملكة. وكانت الامكنة البعيدة تصدر من فراخة الناس - القرية - الى عمان والى المغتربات العربية والاجنبية. وها هي الاطراف تسبق.. ففي العقبة ورشة عظمى, ومدينة حديثه, وموانئ واستثمار بمئات الملايين, ووادي عربة ينمو ويستعد لمرور قناة البحرين وفي الكرك مصانع البوتاس, والجامعة, ومدن صناعية, وفي مادبا جامعتان, وسياحة, وامتداد لعمان, وسدود.. وامال كبيرة. وفي الزرقاء والمفرق جامعات, وزراعة ومناطق صناعية واعدة, وفي جرش وعجلون والرمثا ثقل سكاني ومدن وقرى عامرة وتنمو.. وقد فوجئ الكثيرون بمدينة سوف, ومدينة كفرنجة.. وبهاء عجلون.
ما نريد أن نصل اليه ان بلدنا لم تعد عمان وضواحيها, وانما هي محافظات ومدنها ونمائها وازدهارها رغم الحصار الذي يلف حدودنا الشمالية والشرقية ويعزلنا عن اسواقنا الطبيعية في سوريا والعراق.
ولولا هذه السنوات الاربع العجاف التي دمرت دورة الحياة في جسد الهلال الخصيب, لكان بلدنا اكثر ازدهاراً, وأقل معاناة, ولما كان انضم الينا مليون وربما مليونان من اخوة عرب جارت عليهم الايام فكرّمونا باستضافتهم في بلدنا الفقير الناهض.
نتلمس النهوض المدهش في الطفيلة, ونتذكر محمد عودة القرعان وجيله العظيم وتلامذته الذين يملأون الاردن حباً وكرامة. الراي