بقلم العين المهندس محمد درويش الشهوان
عبر الحقب التي بدأت بإنطلاقة الثورة العربية الكبرى وحتى يومنا هذا , أثبتت التطورات التي شهدها الشرق الاوسط بحلوها ومرها معا , ان الاردن وبرغم قدراته المادية المحدودة وإلتزاماته القومية والإنسانية الكبرى , دولة راسخة البنيان , وذات حضور لافت لا تهزه الاحداث مهما كانت جسامتها , ورأي صائب إزاء شؤون المنطقة وقضاياها , ومواقف حكيمة يعتد بها أكسبته تقدير العالم وإحترامه , وقدرة فائقة على إحتواء التحديات وتحويلها إلى فرص نجاح وتميز , ونهضة شاملة في سائر ميادين الحياة هي محط فخار وطني وإعجاب قومي وتقدير عالمي .
يحدث هذا واكثر , في إقليم لم يكتب له الهدوء منذ نشوء الدولة الاردنية على يد الملك المؤسس رحمه الله وطيب ثراه , ووسط وعلى حواف حروب ونكبات تحمل الاردن وما زال , القسط الاكبر من تبعاتها وإستحقاقاتها وويلاتها , ليس نيابة عن أمته العربية وحسب , وإنما نيابة عن الاسرة الدولية كلها , وظل صموده في مواجهة طوفان العواصف المستمر والقاسي , أشبه ما يكون بالمعجزة في نظر المراقبين والمنصفين على إمتداد الكوكب , قياسا بموجوداته الطبيعية وقدراته المالية وموقعه الجغرافي وإلتزاماته التي تفوق تلك القدرات , وما تخلف ولا تردد ابدا عن الوفاء بأي منها .
كبير هذا الاردن بقيادته الهاشمية الكريمة وهي عماد قوته وصموده , وبشعبه العظيم حقا , وقد ظل الوفي الملتف بصدق ورجولة حول هذه القيادة الوفية الصادقه, وعلى نحو عزز اركان الوطن , وصان المسيرة عبر العقود من عبث العابثين ومطامع الاشرار , وحصن وحدته الوطنية في مواجهة العواصف والأنواء , وحقق له من ألإنجاز النوعي والكمي الباهر, ما عجزت دونه دول كبرى ومجتمعات ثرية كبرى كذلك , والفضل بعد فضل الله سبحانه , هو للتلاحم الأسطوري الكبير بين القيادة والشعب , وإيمان هذا الشعب الوفي الواعي , بعظمة شرعية وعطاء وتفاني وصدق قيادته الهاشمية المجيده .
لا يمكن لجاهل او مغرض إنكار حقيقة ان الدولة الاردنية الحصينه , جاءت نتاج ثورة هي الاعظم والانبل في تاريخ العرب ضد الظلم والطغيان , وان القيادة الهاشمية الوفية هي رائد وقائد تلك الثورة الصادقه , عندما تنادى احرار العرب خلف الحسين بن علي طيب الله ثراه للثورة في وجه الهيمنة والإستعباد , منطلقين من مكنون الشرعية الدينية وشرعية النسب المشرف وشرعية الاهلية والإنجاز للهاشميين آل بيت النبوة الشريفة , وهي شرعيات مقدرة وجدت كل الاحترام والتقدير لدى الاردنيين ومن كل المشارب ,ولدى العرب والمسلمين كافه , وعلى هديها يواصل الاردنيون اليوم جميعا وبلا تردد , منهجية الوفاء للقيادة الهاشمية وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني أدام الله عزه ورعاه , في مشهد وطني يدرك وبوضوح تام , أن القيادة الهاشمية هي الاساس المكين لمنعة الاردن وقوته وحضوره , وإذا ما كان المعارضون الباحثون عن الحرية والكرامة في عالمنا العربي يطالبون برحيل الطغاة لبلوغ هذا الهدف , فأن المطالبين بتسريع وتيرة الاصلاح في الاردن الغالي , يبدأون هتافهم بالتأكيد على تشبثهم بالقيادة الاردنية ,بإعتبارها أهم الخطوط الحمر في مسيرة هذا الوطن , واملهم في تحقيق الإصلاح والإنجاز , وفي هذا بالضرورة رسالة قوية للدنيا بأسرها , مضمونها ان القيادة الهاشمية هي وبحق , مصدر ومنبع القوة والتحضر والانجاز وبناء الدولة , فلا تهاونا
أبدا في الإلتفاف حولها وبصدق وصلابة وإخلاص .
يحفظ الاردنيون لجيشنا العربي الاردني الباسل , ولقواتنا الامنية الباسلة على إختلاف فئاتها ,الجميل والثناء على مابذلت من ارواح ودماء , وما تتجشم من متاعب وعناء , صونا لامننا الوطني وهو رأسمالنا الاهم في هذا الوقت الإقليمي العصيب , ويقدر الاردنيون جميعا لجلالة قائد الوطن , سهره على دعم وتطوير هذه القوات تدريبا وتسليحا وإعدادا , وقد كان لها وما زال ويبقى , الدور الابرز في الدفاع عن الوطن وحفظ امنه وامن مواطنيه , وهي بمجموعها حقا لا مجرد شعارات , الجيش المصطفوي الذي أعدته القيادة الهاشمية ورعته جيشا للحق ونصرة الحق بإعتبارها المدافع الاول عن الحق بال منازع .
نسأله تعالى ان يحمي بلدنا من كل شر , وان يمنح الساهرين على امننا وحدودنا المزيد من العزم والقوة , وان يجزيهم عنا كل خير وقد نذروا النفوس من اجل الوطن وامنه وإستقراره وصون حدوده , وان يجمع صفنا موحدا خلف جلالة القائد دفاعا عن مسيرتنا الزاهية وإعلاء لشأن الاردن , وتجسيدا لدوره البطولي في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض اليوم لابشع هجمة إحتلالية غاشمه , ودفاعا عن الاقصى الشريف , ونصرة لأمتنا العربية والإسلاميه , إنه سميع قريب مجيب الدعاء .