روسيا وسوريا: ملامح الخطة العسكرية
د.احمد القطامين
10-10-2015 09:01 PM
شرعت روسيا باستخدام سلاحها الجوي في توجيه ضربات كثيفة للمجموعات المسلحة في سوريا، رافق ذلك عملية إعادة هيكلة وتسليح نوعي للجيش السوري الذي تمكن ان يتماسك طوال السنوات الاربعة الماضية في وجه مجموعات مسلحة مدججة باحدث انواع الاسلحة، باستثناء الطائرات الحربية، والتي تمكنت من السيطرة على ثلاثة ارباع البلاد.
الجيش السوري النظامي وصل الى درجة كبيرة من الإجهاد بعد ان كان يخوض معارك متواصلة ليلا ونهارا في جميع انحاء سوريا على مدى السنوات الاربعة الماضية مما ادى الى حالة من الانهاك الشديد والترهل العملياتي الواسع مع انه استطاع ان يحقق هدفين مهمين للغاية: الاول تمثل في المحافظة على مؤسسات الدولة من الانهيار والثاني الحيلولة دون التفكك النهائي لسوريا.
الخطة العسكرية التي وضعتها الحكومة السورية بالتنسيق مع عسكريين روس وخبراء من حزب الله وايران تتلخص في ان تقوم روسيا من خلال سلاحها الجوي بتدمير البنية التحتية للمجموعات المسلحة ابتداء من مدن حمص وحماة وإدلب في المرحلة الاولى، بينما تقوم بنفس الوقت قوات برية من الجيش السوري ووحدات النخبة من قوات حزب الله بالزحف برا بإتجاه المدن الثلاثة لإستعادتها، واذا ما سارت الامور حسب الخطة فسوف ينتج عن ذلك انسحاب المسلحين من المدن الثلاثة وتجمعهم في مدينة حلب.
تعتمد الخطة تصورا شاملا لارض المعركة على التراب السوري كله، فبعد حسم المرحلة الاولى ستتوجه الجهود العسكرية الى الجبهة الجنوبية (المرحلة الثانية)حيث خليط واسع من المسلحين المدربين والمسلحين جيدا، واذا سارت الامورحسبما خطط لها فسينسحب المسلحون من درعا ومناطق الجنوب السوري الى مسرح العمليات في شرق سوريا حيث يسيطر مقاتلوا الدولة (داعش) على اغلبية المحافظات، وسيدخلون في معارك لا تنتهي هناك.
اما المرحلة الثالثة فتتضمن هجوما واسعا على حلب من المتوقع ان يلحق دمارا هائلا في ما تبقى من البنية التحتية فيها، وسينتج عنه حسب الخطة فرار المسلحين الى مناطق العمليات في شمال شرق سوريا حيث يتقاسم السيطرة هناك كل من وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلو داعش.
ان الخطة العسكرية هذه تسعى بوضوح الى طرد المسلحين من شمال وجنوب وغرب سوريا الى شرق وشمال شرق سوريا لاتاحة فرصة مؤكدة لحصر القتال هناك بين المسلحين من مختلف الاتجاهات من جهة وداعش من جهة اخرى..
هل ستنجح الخطة ام تفشل.. ؟؟ سوف نتظر!!