منذ البداية في كامب ديفيد!
طارق مصاروة
10-10-2015 03:45 AM
في مذكرات موشي دايان: انا وكامب ديفيد, تبرز اللعنة الاولى للخديعة التفاوضية الصهيونية. فقد انضم وقتها دايان الى وزارة مناحيم بيغن الاولى مع أنه عمالي عتيق. وحين ذهب المصريون والاسرائيليون الى كامب ديفيد كان امام المفاوض الاسرائيلي موقفاً حازماً اميركياً يرفض الاستيطان, ويعتبره غير شرعي, ويرفض ضم المناطق الفلسطينية المحتلة.
وكانت خطة دايان -كما في المذكرات- الموافقة مع الرئيس جيمي كارتر على عدم ضم الضفة الغربية وغزة, والرفض المطلق لوقف الاستيطان. والاساس هو اعطاء الفلسطينيين حكماً ذاتياً لا يوصلهم الى الدولة, ولا يعيدهم الى الاردن الا في جانب السكان.. لا الارض!
والغريب ان اوسلو, ورغم الذكاء الفلسطيني, اوصل المنظمة الى المحددات التي وضعها موشيه دايان منذ كامب ديفيد. ورغم مدة السنوات الخمس للمرحلة الاولى.. فقد كان واضحاً أنها لن توصل الى الدولة في ظروف التراجع الاميركي, والانقسام العربي, والسلام المجزوء على الجبهات المحيطة بفلسطين!
اكثر ما يخشاه نتنياهو الان هو ارغامه على اعادة سلطة الاحتلال. ومواجهة انتفاضة فلسطينية جدية تعيد الجيش الاسرائيلي الى شوارع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. وارغام اسرائيل على مقارفة «الابارتهايت» دون اي ورقة تين!! ولدى تهديد الرئيس محمود عباس بالاستقالة, وحلّ السلطة الوطنية واسمها الحقيقي: الحكم الذاتي الاداري, بدأ نتنياهو يضع خطط التراجع بالتلويح بالعودة الى المفاوضات, والسماح للمسلمين بالصلاة في الاقصى, وعدم «الاعلان» عن النشاط الاستيطاني في وسائل الاعلام!
خطط الخداع الاسرائيلية لم تتغير منذ بداية ما يسمى «بعملية السلام». ولم يكن المسرح السياسي بحاجة الى وقاحة شامير في مؤتمر مدريد بقوله: إننا مستعدون للتفاوض عشر سنوات.. فقد امتدت العشر سنوات الى عشرين, ويمكن ان تستمر لأربعين. طالما أن الحكم الذاتي الاداري مجمد بالمنطقة (أ).. دون ان يشمل المنطقتين (ب) و(ج). فاذا أضفنا الى ذلك مناطق الاغوار الغربية التي تعتبرها اسرائيل هي «الحد الأمني», فإنه لم يبق مكان لا لدولة فلسطينية.. ولا حتى لحكم ذاتي اداري! الراي