عمون - فاز رباعي الحوار الوطني التونسي بجائزة نوبل للسلام اليوم الجمعة (9 أكتوبر تشرين الأول) لإسهامه في بناء الديمقراطية في تونس مهد انتفاضات الربيع العربي في مثال على الانتقال السلمي في منطقة تعاني من القلاقل وأعمال العنف.

وتشكل الرباعي في صيف 2013 ويضم الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة المحامين.

وقالت لجنة نوبل النرويجية إن الرباعي ساعد في دعم عملية بناء الديمقراطية في تونس عندما كانت البلاد معرضة لخطر الانهيار.

وبعد إقرار دستور جديد في تونس وإجراء انتخابات حرة والتوصل لتسوية سياسية بين الزعماء الإسلاميين والعلمانيين أصبحت البلاد نموذجا لكيفية الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية.

وتبلغ قيمة الجائزة ثمانية ملايين كرونة سويدية (972 ألف دولار) وستقدم في أوسلو في العاشر من ديسمبر كانون الأول.

وأثنت اللجنة النرويجية على الرباعي لأنه وفر عملية سياسية سلمية بديلة في وقت كانت البلاد فيه على شفا حرب أهلية.

وبعد انتفاضة أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي عام 2011 وألهمت احتجاجات الربيع العربي أصبح في تونس الآن دستور جديد وأجريت انتخابات حرة وتشكلت حكومة ائتلافية تضم أحزابا علمانية وإسلامية.

وفي 2013 بدا أن تونس تنزلق في أزمة سياسية إذ طالب معارضون علمانيون الحكومة بالاستقالة.

وشعرت المعارضة التونسية بالغضب لاغتيال اثنين من زعمائها وتشجعت بعد إطاحة الجيش المصري بالرئيس الإسلامي محمد مرسي فنظمت احتجاجات ضد حزب النهضة الإسلامي الحاكم. ووافقت الحكومة على أن تستقيل لكنها أرادت ضمانات أكثر على تسليم عادل للسلطة.

وتوسط الاتحاد العام التونسي للشغل وشركاء آخرون في المجتمع المدني بين الجانبين وساعدوا على تشكيل حكومة انتقالية تولت السلطة لحين إجراء انتخابات جديدة.

وانتهت الأزمة وأجرت تونس العام الماضي انتخابات تشريعية ورئاسية ناجحة لاستكمال انتقالها.

لكن تبقى هناك مشاكل. ففي مارس آذار قتل إسلاميون مسلحون 21 سائحا في هجوم على متحف باردو في تونس العاصمة كما قتل 38 أجنبيا في هجوم على فندق بمنتجع سوسة في يونيو حزيران.

وسافر أكثر من ثلاثة آلاف تونسي للقتال مع جماعات إسلامية متشددة في سوريا والعراق وليبيا. وهدد بعض هؤلاء الجهاديين بالعودة لبلادهم وشن هجمات في تونس.

وجاء اختيار لجنة نوبل بمثابة مفاجأة. ولم يذكر اسم الرباعي في أي تكهنات سبقت الاعلان عن الفائز بالجائزة بل انحسرت التوقعات في البابا فرنسيس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والنشطاء المناهضين للأسلحة النووية. رويترز