العنف المجتمعي .. حسين علي حسين المحارمة
09-10-2015 06:23 PM
ظاهرة جديدة غزت مجتمعنا الأردني الوادع دوما المنضبط أبدا ألا وهي ظاهرة العنف المجتمعي ألتي أصبحت تؤرق مضاجعنا وتجعلنا نتسائل عن ألأسباب والمسببات ونقترح الحلول كي لا تتجذر هذه الظاهرة وتصبح من المسلّمات , ولقد كتب كثير غيري في هذا الموضوع وأردت أن أدلي بدلوي في تشخيص العنف الغريب عن مجتمعنا وأخلاقياتنا وسلوكياتنا وعقيدتنا محاولا لفت الإنتباه الى ما يمكن أن يكون من اسباب , فقد تحوّل حوار الكلمات لدينا الى تبادل اللكمات وحل حوار المسدسات بدلا من حوار الأخلاقيات حتى أصبح إطلاق النار ظاهرة بسبب أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه أتفه من تافه ,لماذا ؟؟؟ برأيي ألشخصي أن أسباب هذه الظاهرة تعود الى بعضا من النقاط التاليه :
ضعف الوازع الديني عند كثير من شبابنا وعدم تفهمهم لنصوص ايات قرانية كثيرة تحض على العفو والإعراض
عن الجاهل ( خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) وكذلك التحلي بالخلق الكريم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) صدق الله العظيم، نصوص كثيرة تحض على الخلق الكريم وكذلك أحاديث نبوية متعددة ( ليس الشديد بالصرعه انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) ( لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب ) كررها ثلاثا صدقت يا رسول الله وعليك أفضل الصلاة وأزكى السلام، أما سيدنا المسيح عليه السلام فيقول ايضا ( اذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له الأيسر )هؤلاء الشباب الذين يبالغون بإنفعالاتهم الى درجة القيام بفعل قد يدفع حياته ثمنا له ويبقى الندم رفيقا ملازما له حيث لا ينفع ندم , يدّمر اسرته وتتبخر أحلامه وطموحاته والمصيبة الأكبر اذا كان متزوجا وله أسرة فلنتصور وضع ابنائه وبناته ناهيك عن مصير زوجته ومعاناتها بسبب لحظة طيش غاب فيها العقل وحضرها الشيطان كما يقولون .
اما العامل الثاني فهو التربية الأسرية وعدم زرع ثقافة المحبة والتسامح بنفوس أطفالنا لا بل زرع ثقافة ( الذي يضربك أضربه ولا تضيع حقوقك ) فينشأ الطفل عدوانيا بطبعه ميالا الى العنف وضرب الآخر وعدم مسامحته وهذا ينمو ليصبح هو من يعتدي اولا لكي لا يكون هو المُعتدى عليه .
• دور المؤسسات التربوية بدءا من المدرسه وانتهاء بالجامعه فنحن نعلم ان اسم الوزارة هو التربيه والتعليم فلقد قُدمت التربيه على التعليم فأين دور المعلمين في التربيه وتنشئة الجيل على الأخلاقيات التي نتمنى أن تسود والجميع يعلم أنك اذا زرعت بذرة طيبة فسيكون حصادها طيب والعكس صحيح .
• انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وشرب المسكرات التي تذهب العقل فيتساوى ألمجرم مع البهائم التي لا عقل لها ويقوم بإعمال لا تضره فقط ولكن تضر المجتمع بشكل او بآخر .
• دور وسائل الإعلام في نشر هذه الظواهر ولنأخذ مثلا على ذلك المسلسلات الكرتونيه للأطفال التي تدعو للعنف والصراخ والركل والضرب ...الخ وكذلك القيام بأعمال خارقة يحاول الأطفال تقليدها وتكون عواقبها كارثيه اما ما يقّدم للكبار فحّدث ولا حرج فمن مغامرات عاطفية الى افلام الحركة والإثارة والتي تعتمد جميعها على قوة البطل العضلية وإنجازه لمهمات مستحيله بسبب هذه القوة التي يحاول ضعيفي العقول تقليدها .
• غياب الإنضباط الإجتماعي الذي كان يسّبب الحياء من الإساءة الى سُمعة الأهل والعشيرة أو سمعة الشخص نفسه لتحل محلها ثقافة التباهي بالأفعال وخاصة اذا درت دخلا او مالا وفيرا ولو على حساب الأخلاق والمبادىء .
• التفكك الأسري الناتج عن حالات الطلاق ورمي الأبناء في الشوارع بلا معيل او غياب الأزواج الدائم عن المنازل وعدم اهتمامهم بتربية الأبناء أو الإستفسار عن مجريات حياتهم او قيام بعض الأمهات بإخفاء الحقائق عن الآباءوكذلك لا ننسى غياب الامهات انفسهن عن البيت وقيام خادمات المنازل بواجب تربية الأبناء وتصّور المخرجات !!! .
• وأخيرا اود ان اقترح بعض الحلول التي قد يساعدني الأخوة القراء على الإضافة عليها لنتمكن من مساعدة المسؤؤلين بايجاد الحلول فاذا شخصنا المشكلة فقد وصلنا الى نسبة كبيرة من الحل
•
• ضرورة اصطحاب ابنائنا منذ نعومة اظفارهم معنا لأداء الشعائر الدينية وخاصة أيام الجمع فقد يسمع احدهم موعظة تكون سببا في تغيير سلوكه وكلنا يعلم ان النصح اذا اتى من غير الوالدين يكون تأثيره اكبر
• أن نقوم بزرع ثقافة التسامح والمحبه بنفوس ابنائنا بدلا من ثقافة العنف والأخذ بالثأر بحيث تبدأ هذه الثقافة من الأسرة ثم المدرسة وصولا الى الجامعة وان يكون هناك منهاج لتدريس ثقافة الإنضباط الاجتماعي أو ألأخلاق
• أن تنتقي وسائل الإعلام ما يناسب مجتمعنا من مسلسلات للصغار والكبار وان تكون لجنة مختصه للموافقة على نشرها وهنا اود ان اشير ايضا الى مراقبة ما ينشر في الوكالات الالكترونية وعدم تمرير ما يدعو الى العنف او التفاخر بالعنصرية البغيظه التي امرنا رسولنا الكريم بتركها لأنها منتنه أي ان رلئحتها كريهة جدا جدا
• أن يراقب الوالدين تصرفات ابنائهم دوما وان تكون اللغة السائدة بينهم هي لغة المصارحة والحوار والمكاشفة لا لغة الخوف والعقاب فقط وان تهتم الأم اكثر بتربية ابنائها وتقدمها على اي التزامات اخرى مع التركيز على معرفة اصدقاء الأبناء حق المعرفه لأن ( الصاحب ساحب ) .
• ان يتم الإهتمام بالنظام القضائي لدينا بحيث لا يفلت مجرم من عقوبة تناسب جرمه وأن يكف المتنفذين عن التوسط بمثل هكذا حالات
• أن تقوم الأجهزه الأمنيه المختصه بحملات تفتيش مستمره لضبط الأسلحه وخاصة التي تطلق منها النيران في المناسبات المختلفة ومصادرتها فورا مع تحويل المسببين الى القضاء
• واخيرا أود ان اُعلم الجميع وخاصة المطبلين منهم والمزمرين ان نسبة الجريمة في الأردن من ضمن النسب المقبولة عالميا وان القاء السبب على الوضع الاقتصادي هو امر غير مستساغ فالأردن لم يكن ابدا في بحبوحة اقتصادية منذ تأسيسه بسبب قلة الموارد وضعف الإمكانيات ولكن مثل هذه الظواهر لم تكن موجوده ، متمنين لبلدنا العزيز كل الأمن والأمان والله يرعى المسيره .