الذين حرضوا على السوفيات في افغانستان يمانعون في «الجهاد» مرة أخرى ضد الروس في سوريا. فقد اكتشفوا ان انسحاب السوفيات من افغانستان لم يؤد الى بلد آمن مستقر، وانما وقع في يد طالبان، والقاعدة.. وابن لادن.
ورغم تضارب الأنباء، فإن الروس لا يريدون فعلاً دخول حرب برية تبدأ من اللاذقية وتنتهي في البوكمال. مع أن التردد الأميركي يغري بكل شيء.
الذين حسموا في اليمن، من غير المعقول أن يتدخلوا عسكرياً في سوريا.. في الوقت ذاته. خاصة وان هناك تحالفا رباعيا روسيا - ايرانيا - عراقيا - سوريا. ولا يبقى في المواجهة الا الحلف الاطلسي الذي يحذر ويهدد، وينتظر موقفا اميركيا مختلفا.
الروس لا يمانعون في التنسيق مع الولايات المتحدة في الاشتباك الجوي القائم. فهم ينسقون مع اسرائيل.. وفي تل ابيب الآن وفد عسكري روسي يبحث احتواء النشاطين الروسي والاسرائيلي وخاصة في اجواء الجولان والقنيطرة وجبال لبنان الشرقية حيث الحدود بين سوريا ولبنان، وقبل التنسيق على الخرائط فان بوتين لدى زيارة نتنياهو لموسكو، قبل مبدأ «حق» اسرائيل في منع انتقال الاسلحة الى حزب الله اللبناني، فاذا كانوا قبلوا مبدأ التنسيق مع اسرائيل، فلماذا يرفضونه مع الولايات المتحدة او تركيا او حلف الاطلسي؟!
الشمال السوري الآن مكتظ بطيران متعدد القيادات، لا يتحدث فيه احد مع أحد، ولعل نفي الروس قبل يومين قصفهم لمنطقة تدمر فيما يتابع الاعلام الروسي السوري اخبار القصف الروسي لها.. ظاهرة غريبة، فالظاهر ان تحرك الروس ليس بانتظار الاذن من احد.
لقد نشرت البرافدا اعلاناً دعا فيه رئيس القفقاس الموالي لموسكو الشباب الى التطوع للقتال في سوريا، وهذه الدعوة يمكن ان تبرر التدخل البري في سوريا، على اعتبار أنه تطوع لا دخل لموسكو فيه، لكن مثل هذه الحجة تكررت في اوكرانيا حيث يلاحظ المراقبون وجود دبابات روسية حديثة في ايدي المنشقين.. وهم ليسوا جيشا ولا جزءا من جيش.
تدخل الروس البري قد يكون محدوداً بحراسة القاعدة الجوية والبحرية بين اللاذقية وطرطوس، فوجود عشرات الطائرات في قواعدها خطير جداً دون هذه الحراسة. فالعصابات المقاتلة هم الأخطر على هذه القواعد.. ولعل عشرات المطارات السورية التي وقعت في أيديهم مبرر كان لوجود آلاف جنود - او متطوعي - الروس لحمايتها.
الرأي