باسمي وباسم عائلتي أتقدم من الفنان محمد عساف والآنسة لينا قيشاوي.. بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة الخطوبة وعقبال الفرحة الكبرى يا رب.. ولو كنت قريباً منه لأهديته «طقم فناجين» وهي أكثر هدية تقليدية تهدى للعرسان، وكأن من ينوي الزواج لا ينقصه سوى شرب القهوة!
أن يخطب او يتزوج أو يطلق فنان صار أمراً مألوفاً في الإعلام.. فالزاوية الفنية في معظم الصحف والمواقع الاليكترونية أصبحت «محاكم شرعية» لا تبث أخباراً فنية بقدر ما تبث أخبار «النفقة» و «البائن بينونة كبرى».. والارتباط وقراءة الفاتحة.. ولن أبالغ اذا ما قلت أني قرأت وسمعت خبر خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي أكثر من مئة مرة في يومين ،فأسنان عساف البيضاء وقميصه الأسود والشامة البارزة على رقبته كانت تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، في المواقع العربية والعالمية المعرّبة «خطبة عساف والقيشاوي» من قائمة الأكثر قراءة وتعليقاً ومشاركة.. الاذاعات المحلية: «خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي».. في المجلات «خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي».. في الجلسات «خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي».. في التلفزيونات «خطبة محمد عساف ولينا قيشاوي».. حتى أثناء النوم أتقلب ذات اليمين وذات الشمال وما زالت صورة أسنان محمد عساف البيضاء وقميصه الأسود وشامته البارزة تلف في ذاكرتي.. ولكثرة ما تكرر الخبر قلت لعامل الكافتيريا في اليوم التالي وهو يجهز لي السندوتشات: «بالله 2 محمد عساف وواحد لينا قيشاوي لو سمحت»!حتى في جوجل.. عندما كتبت حرفين فقط «من هي..»؟ كان الخيار المقترح الأول «من هي خطيبة محمد عساف»..يليها الترشيح التالي: من هي لينا قيشاوي..؟ والترشيح الثالث : من هي داعش؟
طبعاً أنا لا الوم النجم على هذا الاهتمام الإعلامي الجارف.. فالرجل لا ذنب له بما ينشر وكيف ينشر، على العكس هو وكل شخص بنجوميته يحب هذا الاهتمام ولو «من تحت لتحت».. أنا الوم الإعلام الذي يطمس قضاياه وأوجاعه بــ«طامس» النسيان والتغييب.. ألوم الإعلام الذي يهمل قطرة الدم ويركض وراء قطرة «المانيكور».. وبناء على ما سبق.. أرشح «الأقصى» لأراب أيدول الموسم القادم..وسوريا «لأكس فاكتور».. والعراق «لأراب غوت تالنت».. علها تلاقي بعض بعض اهتمامكم..
الرأي