أقمنا الدنيا ولم نقعدها ولم يهدأ لنا بال إلا بفوز ديانا كرزون بلقب سوبر ستار بعد أن أنفقنا مئات الآلاف من الدنانير ثمنا لرسائلنا الخلوية وأضعنا وقت أبنائنا بالتصويت ومتابعة حلقات وأخبار برنامج سوبر ستار إلى أن راحت السكرة وجاءت الفكرة كما يقولون ولم نعد نسمع بكرزون وطويت صفحة من صفحات التنافس على مواضيع غير جديرة بين شبابنا وشباب دول عربية شقيقة تربطنا بها أواصر الأخوة والمصالح المشتركة .
من جديد أطلت علينا الزوبعة مرة أخرى من خلال ستار أكاديمي ولكن بحمد الله ليست بذات الحدة ولم تتمتع بالرعاية من أية جهة رسمية أو شبه رسمية كما حصل سابقا وانفردت شركات الهواتف الخلوية اللاهثة وراء الكسب المادي بالترويج للمشاركة في التصويت مقابل ستون قرشا للرسالة الواحدة تساندها في ذلك محطة فضائية من المفترض أنها وطنية حيث يمتلكها ويقوم على إدارتها نائب سابق في البرلمان الأردني يبدو أنه لم يوفق بالعثور على كوادر إعلامية مؤهلة لتشغيلها فاكتفت المحطة بتكرار ما تيسر لها من الأغاني دون تقديم أية برامج إلى أن جاءتها فرصة مقاسمة شركات الخلوي أرباحها دون الإلتفات إلى أية رسالة إعلامية هادفة .
لغاية الآن لم أستطع أن أجد سببا واحدا يقنعني بأن الفوز ببرنامج مثل ستار أكاديمي يمثل انجازا وطنيا يستحق النظر إليه أو يستدعي استثارة الهمم والأحاسيس واستنفار الشباب للمشاركة في التصويت الذي أوصل بعضهم حد سرقة جيب والده أو بيع جهازه الخلوي ليصوت لعدة مرات خاصة وأن الفئة المستجيبة لهذا الاستنفار هي من صغار السن أو غير المتعلمين حيث يبدو ذلك جليا من طريقة ومحتوى رسائلهم على شاشات التلفزة ناهيك عما يمكن تقديره من عبارات يشطبها ( الكنترول ) . كذلك فإن البرنامج بحد ذاته لا يقدم معرفة جديدة إلى عقول أبنائنا أو يسدي منفعة للوطن بل على العكس من ذلك تماما فإن مثل هذا البرنامج يشكل معول هدم لما تبنيه الأسر من مفاهيم الإحتشام وحدود الحياء إضافة إلى تضييع الوقت وتشكيل مزيد من الأعباء على ميزانيات الأسر من خلال الإتصالات وملاحقة ما يسمى بالنجوم وحفلاتهم
لا أحد ينكر ما تتمتع به مثل هذه البرامج من شعبية بين فئة الشباب المغرم باستخدامات تقنيات العصرمن فضائيات ووسائل اتصال وتبادل معلومات مما مكنها من التأثير المباشر على سلوك أبنائنا وتفكيرهم ومع ذلك لم تستطع أجهزة الإعلام العربية الإفادة منها باستخدام الفكرة وتعديل الرسالة والمضمون بما يتناسب مع ثقافتنا وهويتنا بل بقينا نلاحق الأبناء بأساليب الوعظ والإرشاد من خلال الندوات والمحاضرات التي ملوا حضورها وسماعها .
mustafawaked@hotmail.com