هل نستطيع ان نطلق على أمريكا الرجل المريض فمن خلال الشواهد والأدلة التي نراها حاليا نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية في حالة تقوقع وتراجع في عده نواحي منها العسكرية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية فقد انكفئت هذه الدولة على نفسها وأصبحت تتكلم وتنظر وتهدد اكثر مما تفعل وخاصة في ظل الرئيس الضعيف باراك أوباما فقد افقد هذا الرئيس الباهت والمتهالك هيبه الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبحت هنالك دول وأحزاب تتجرأ على مصالح أمريكا وهيبتها فقد هاجم نتنياهو الرئيس أوباما في عقر داره امام (مجلس الشيوخ والنواب) وقامت ايران وحزب الله بتحدي أمريكا في العراق ولبنان وسوريا وأخيرا في اليمن و قد قام بوتن بأنزال قواته في سوريا وتقوم أمريكا اليوم باسترضائه وغض الطرف عنه لعجزها عن فعل ايه شيء.
اما على المستوى الداخلي قد ظهر تراجع الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وعسكريا فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي إن البنتاغون سيوفر مليار دولار على الأقل في السنوات الخمس القادمة نتيجة تقليص كوادره الإدارية.
وكان قد أعلن صيف العام الحالي أن تعداد الكوادر الإدارية العليا بالوزارة سيقلص بنسبة 20% في السنوات القريبة القادمة نتيجة تقليص ميزانية الوزارة. وستستمر التسريحات من عام 2015 إلى 2019 وستمس ضمنا لجنة رؤساء هيئات الأركان والجيش والقوات البحرية والجوية. وقد اضطر البنتاغون في السنة المالية الحالية التي انتهت في 30 سبتمبر/أيلول لتقليص برامجه بمقدار 41 مليار دولار. كذلك سيطبق القانون الذي يسري منذ عام 2011، وستقوم وزارة الدفاع الأمريكية بموجبه بتقليص نفقاتها بحوالي 500 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة. وقد اضطرت الوزارة للامتناع عن صنع بعض أنواع الأسلحة والآليات العسكرية ولتقديم الإجازات غير المدفوعة للمدنيين المتعاقدين، وأدخلت تغييرات على برامج ضمان الصحة. بالإضافة إلى ذلك خفضت وتائر نمو المرتبات.
في الوقت الذي تتراجع فيه أمريكا سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا، نجد ان الأنظمة السياسة العربية ما زالت تعتقد بأن أمريكا هي الحامي و يتعلقون بقشة أمريكا ويولون وجههم شطر البيت الأبيض يسألونها الرضا والعون وهذا اصبح وهماُ فقد ادارت أمريكا ظهرها اليهم،، بالرغم من بروز إشارات ودلائل السقوط المدوي لهذه الدولة المتهاوية، وأنها باتت أقرب من أي وقت مضى للانكفاء على نفسها والخروج من كثير من قواعدها حول العالم إلى غير رجعة واخرها اليابان وكوريا، وظهرت قوى كبرى أخرى كالصين وروسيا تزاحمها على مركزها الدولي وتطردها من هذا الموقع إلى الأبد.
لقد كان سقوط الاتحاد السوفييتي بفكرته وطريقته هو مقدمة لسقوط أمريكا، فقد تعرى النظام الرأسمالي أضعافا مضاعفة بعد سقوط النظام المنافس الأخر(الشيوعية)، حيث اختبأت حضارة الغرب خلف سيئات الحضارة الشيوعية لعقود، ولكن تهاوي الشيوعية أظهر الرأسمالية بجشعها ونهمها الاستعماري ووحشيتها وعقم نظامها الاقتصادي من أن يحل مشاكله الداخلية ناهيك عن مشاكل العالم أجمع، وقد كان لبروز الصراع العقدي بين أمريكا والعالم العربي و الإسلامي والتصادم الحضاري معه سبب لا يقل أهمية عن سقوط الحضارة الشيوعية في كشف مساوئ الحضارة الرأسمالية بزعامة أمريكا وتعريتها بل وهزيمتها حضاريا.
إننا ندعو أولا الى قيام وحدة مصالح ومصير بين شعوب امتننا العربية التي تقوم على القاعدة الفكرية العربية والإسلامية حيث ستكون الخطوة الأولى بالاعتماد على النفس والاستغناء عن الدول الاستعمارية التي لا تعرف الا مصالحها أولا وقيادتها الفكرية للعالم، وللهيمنة الغربية بمجملها وعلى رأسها الهيمنة الأمريكية الاستعمارية.
فأمريكا وروسيا والغرب في تراجع شامل شبيه بحال تقوقع إمبراطوريات العالم القديم (البيزنطية والفارسية) لحظة قيام الدولة العربية الإسلامية الأولى، حيث أخرجت العالم من ضنك وظلمالفرس والروم إلى سعة الإسلام وعدله، وها هو التاريخ يعيد نفسه، فالإمبراطوريات باتت تتهاوى وتتراجع، فالمؤرخالبريطاني ارنولد توينىتنبأ في ذلك فهو يرىان سقوط الحضارات يرجع الى ثلاثة عوامل رئيسه.
.ضعف القوَّة الخلاَّقة في الأقلِّـيَّة المُوجِّهة وانقلابها إلى سلطةٍ تعسفية.
.تخلِّي الأكثريَّة عن مُوالاة الأقلِّـيَّة الجديدة المُسيطرة وكفِّها عن مُحاكاتها.
الانشقاق وضياع الوحدة في كيان المُجتمع.
ونقول بالمقابل أن املنا بوحدة هذه الامه ما زال قائما فكل مقوماتالحضارة موجوده فما بقى الا البدء بوضع المدماك الأول في صرح هذه الامه والاعتماد على نفسها وازاله أسباب الخنوع فالصبح قادم لا محاله ان موعدنا الصبح اليس الصبح بقريب.