ودعت الفتاة والدها على الحدود بعد ان اخدت منه شيكا مسحوبا على البنك الذي يتعامل معه لتصرف على العائلة خلال غيابه لأسبوعين. ذهبت الفتاة الى البنك لصرف الشيك ، لكنه فوجئت بموظف البنك ينظر اليها بتشكك كبير ويستدعي مدير البنك الذي عرفها شخصيا ، وقال لها انهم كادوا ان يطلبوا لها الشرطة ، ولما سألتهم عن السبب، قالوا لها بأن الشيك الذي قدمته مسحوب من شخص متوفى .اندهشت الفتاة :
- لكنه والدي، وقد ودعته قبل قليل وسيعود بعد اسبوعين !!.

لكنهم اكدوا لها انه متوفى رسميا من اكثر من شهرين ، حسب الكتاب الذي جاءهم من وزارة المالية وموقع باسم مدير مديرية التقاعد والتعويضات، ويحمل الرقم 20\\19\\471 بتاريخ 27\\2\\2008،يطالب البنك باعادة الرواتب (المتجمعة لديهم) للمتقاعد المدني رقم (2916) المرحوم عبد الرحمن رشيد النجاب .

طبعا المرحوم الحي (ابو رشيد) مناضل نقابي ويساري معروف منذ اكثر من نصف قرن . وبعد الفحص السريري والمخبري للرجل تأكد لنا انه ما يزال ينبض بالحياة.

طبعا لم يصرف البنك الشيك، ولما عاد ابو رشيد الى الاردن، ذهب لمراجعة مديرية التقاعد والتعويضات في وزارة المالية ، فنظر اليه الموظف بجفاصة وقال له :
- روح جيبلي ملفك؟؟

فقال ابورشيد:

- هل سمعت عن ميت قادر على جلب وحمل ملفه؟؟
موظف محترم ، احضر الملف ، وبعد التأكد من وثائق المرحوم الحي ابو رشيد ، تم الغاء كتاب الوفاة.

لما حاول ابر رشيد الاستفسار عن سبب ومبررات استصدار هكذا كتاب ، قالوا له (أغرش) ..كل عنبا ولا تقاتل الناطور . المشكلة ان نظرية أغرش هذه هي التي تؤدي الى تكرار هكذا اخطاء ، لأننا لا نعرف كيف حصل الخطأ حتى نتفاداه، وهكذا نلدغ من الجحر الواحد باستمرار .

المهم ...لدينا وزارة ودائرة قادرة على إحياء العظام وهي رميم ...هنيئا لنا بها لعلها تستطيع احياء الوحدة العربية.
ghishan@gmail.com